الجمعة، 27 فبراير 2015

العلاقة بين الخليج العربي و القرن الأفريقي



أثر الموقع الجغرافي بين قارتي أفريقيا وآسيا على المنطقتين؛ فأوجد علاقة تراوحت بين الحرب والسلم على هذا يذهب كثير من العلماء إلى إن سبب العلاقة بين الدول والمناطق يعود إلى كثير من الأسباب مثل العوامل التاريخية ، الدينية ، التجارة ، المصالح المشتركة وما إلى ذلك من العوامل التي تجتمع حولها البشرية ، الناظر إلى طبيعة العلاقة بين القارة الأفريقية وقارة آسيا بصورة عامة ؛ يجد إنها علاقة ترتبط بفترات تاريخية قديمة إذ كانت العلاقة بين قارتي أفريقيا وآسيا هي علاقة قديمة فإن العلاقة بين القرن الأفريقي والخليج العربي هي علاقة بالغة الخصوصية ، إذ إن كثير من الدراسات توضح إن منطقة القرن الأفريقي كانت في رقعة أرضية وأحدة مع الخليج العربي فحدث الإنشقاق الذي برز على أثره الإخدود الأفريقي العظيم الذي أصبح يفصل بين قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية (1).
   
يفصل البحر الأحمر بين منطقتي القرن الأفريقي والخليج العربي ، وتتصل في منطقة باب المندب بالرغم من إن البحار تعتبر سبباً للفصل بين الشعوب إلأ إن البحر الأحمر لم يقف حائلاً أمام التواصل بين العرب والأفارقة (ترتبط أفريقيا مع قارة آسيا عبر الطريق البرى في مصر عبر سيناء فهو الطريق البرى الذي سلكه العرب للاتصال مع أفريقيا على مر التاريخ شهدت منطقة الخليج العربي هجرات متتالية من القارة الأفريقية ،كذلك عرفت منطقة الخليج هجرات عكسية من أفريقيا .

تاريخ العلاقات الخليجية الأفريقية

إمتدت  العلاقة بين الساحل الأفريقي مع الجزيرة العربية إلي فترة ما قبل الميلاد بمراحل سبقت تكوين الدولة القومية في المنطقتين ظل محور التجارة هو عنصر الإتصال بين العرب والأفارقة مع الأخذ في الإعتبار إن بيئة العرب كانت تساعد على النشاط  التجاري  بصورة أكبر شكلت هذه التجارة أولى حلقات التواصل بين العرب والأفارقة ثم نتاج لعوامل داخلية وخارجية نتجت عنها حالات حرب " مما دفع العرب إلى عقد معاهدات مع دول الجوار ( الروم ، الفرس ، الحبشة ) بهدف المحافظة على التجارة خصوصاً تلك التي تأتي من البحر الأحمر إلى الحبشة والصومال بواسطة السفن "(3) مثلت التجارة محور تنافس بين القبائل العربية نفسها ، كانت تسعي هذه القبائل إلى توثيق صلاتها مع الحبشة  .

إعتبرت العرب إن هذه العلاقة هي أنجح وسيلة لإضعاف مركز قريش السياسي ، الإقتصادي ، العسكري، إستمرت هذه العلاقة إلى أن جاء الإسلام فأخذت العلاقات شكل آخر ، توافدت الشعوب الأفريقية إلي منطقة الجزيرة العربية حتي حاول ( أبرهة الحبشي ) غزو بلاد العرب والسيطرة عليها كلها ، مع بدايات الدعوة الإسلامية عندما إشتدا أذى المشركين بالرسول صلي الله عليه وسلم واصحابه ؛ أمرهم بالهجرة إلى النجاشي ملك الحبشة (1)، مثلت هذه الهجرات أكبر الأثر على العرب ونقطة تحول أخرى في مسار العلاقات ، ظلت هذه الهجرات متواصلة إلى شرق أفريقيا مع تمكن الدين الإسلامي في الجزيرة العربية إستطاع العرب إن يأسسوا لهم دولة إسلامية في منطقة القرن الأفريقي .

تواصلت الهجرات العربية إلى منطقة القرن الأفريقي بصورة أكبر في فترة الدولة الأموية التي تميزت بالظلم والبطش(2)، أخذت دوافع الهجرة أبعاد أخرى مثل : البُعد الديني ، السياسي، إستمرت حتى جاءت فترة الإستعمار مع بدايات القرن التاسع عشر في كل من قارة أفريقيا ، آسيا حرص الإستعمار في هذه الفترة على الربط بين مصالحه من خلال الربط بين المستعمرات ، فبريطانيا إحتلت أجزاء من دول الخليج و أجزاء من القرن الأفريقي مما جعلها تربط بين المنطقتين ، تلت هذه الفترة ظهور فترة أخرى بعد نيل الدول لإستقلالها لتدخل العلاقة بين المنطقتين مرحلة جديدة فرضتها طبيعة النظام الدولي فلم يعد هنالك فصل بين المصالح الداخلية والخارجية .

شكل العلاقة بين القرن الأفريقي والخليج العربي

    يدور شكل العلاقة بين القرن الأفريقي والخليج العربي حول ستة محاور رئيسية :

أولأ : علاقة جغرافيا تاريخية

يرجع تاريخ العلاقة بين المنطقتين إلى فترات طويلة بفعل التقارب الجغرافي الإقليمي الذي أبرز أهمية كل منها للآخر، فأهمية القرن الأفريقي تبرز من خلال تغلغله مع الخليج العربي(3) " يأتى الموقع الجغرافي في مقدمة المقومات التي تصنع الخصائص المؤثرة على الوحدات السياسية أو الدول فهو يؤثر بصورة مباشرة في تحديد دور الدولة سلباً وإيجاباً في مسار العلاقات الدولية (4).

ثانياً : علاقة عرقية ثقافية

     تظهر في شدة التشابه العرقي واللغوي الثقافي بين الشعوب الناطقة باللغات السامية ( العرب ، الأمهرا  التيقراي ) تنتشر هذه الشعوب في السواحل الشمالية والشرقية لأفريقيا تتكون من ( الصومال ، الجالا ، العفار ، بعض الأريتريين ، البجا ، النوبين ) هذه التشابه جعل بعض الباحثين يرجحون أصل هاتين المجموعتين إلى أصل وأحد ، كما يبدو أن نسبة العرب في أفريقيا أكبر من نسبتهم في قارة آسيا إذ تقدر بحوالي 75% (1) ، يوجد تأثير لغوي كبير مع تقارب في بعض الألفاظ كما ذكر الإمام بن الجوزي أن هنالك كلمات في القرأن الكريم أصلها من اللغة الحبشية (2).

ثالثاً : علاقة إقتصادية

على المستوى الرسمي توجد كثير من الإستثمارات الخليجية في منطقة القرن الأفريقي  خصوصاً في المجال الزراعي كما هو الحال في السودان ، أما الجانب الإقتصادي المهم فهو مرور ناقلات النفط الخليجية عبر شواطئ القرن الأفريقي تمثل كذلك منطقة الخليج سوق للعمال بمختلف تخصصاتهم .

رابعاً : علاقة سياسية

    قامت العلاقات السياسية العربية بصورة عامة علي الإعتبارات الأتية :
ـ تدعيم العلاقات السياسية الدبلوماسية في المحافل الدولية .
ـ دعم حركات التحرر الأفريقية والقضية الفلسطينية.
ـ مواجهة التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية (3).

خامساً : علاقات دينية

إن ظهور الإسلام كدين شامل قد حول شكل العلاقة بين القرن الأفريقي والخليج العربي من علاقة تقوم على المصالح فقط إلى علاقة مبنية على نصوص دينية فأصبحت العلاقة ( علاقة مقدسة ) ، يزهب كثير من المحلليين إلى إن المتغير الديني في العلاقات العربية الأفريقية هو أكثر أشكال التأثير العربي على الأفارقة على الإطلاق ؛ إذ إن أعداد الأفارقة الذين دخلوا في الإسلام أكثر من الأفارقة الذين يتكلمون اللغة العربية  كما إن الدين الغالب في منطقة القرن الأفريقي هو الدين الإسلامي ، يضاف إليه الوزن والمكانة الدينية للمملكة العربية السعودية بإعتبارها مركز الأسلام ، فيما تشترك بعض دول القرن الأفريقي مع دول الخليج في منظمة المؤتمر الإسلامي .

سادساً : علاقة عسكرية أمنية

  هنالك عدد من الإعتبارات التي تفرض وجود علاقة بين القرن الأفريقي و منطقة الخليج العربي في جانبها العسكري والأمني مثل :

      ـ إعتبارت الجوار الجغرافي .
      ـ  متطلبات الأمن الإقليمي .
      ـ مكانة القرن الأفريقي للأمن القومي العربي .
      ـ الأهمية الأستراتيجية والعسكرية للبحر الأحمر .
      ـ توسع مفهوم الأمن القومي .
      ـ  مشكلة القرصنة البحرية في البحر الأحمر .
      ـ دور القرن الأفريقي في الصراع العربي الإسرائيلي



.