السبت، 29 نوفمبر 2014

اسباب صمود النظام السوري


المقدمة :-

    يبدوء إن الإنسان بطبعة يميل إلي النمو والتغيير في جميع شؤون حياته علي هذاالأساس يزهب العلماء إلي أن التغيير مهم وضرورة لحياة الإنسان حتي لو كان هذا التغيير من الأفضل إلي السوء ، ولربما إرتبط ذلك بحياة الفرد أو إمتدا ليشمل جميع الأفراد أو ما يطلق عليه المجتمع ومن هنا عرف الإنسان مفهوم الثورة وهي حركة إحتجاجية تقوم ضد وضع محدد غير مرغوب فيه يثار ضده للوصول الي ما هو مطلوب لدي المجتمع و الثورة لا ترتبط بفرد أو مجمتمع محدد بل هي سلوك بشري تعرفه كل المجتمعات خصوصآ تلك التي تعاني من الظلم والفقر مثل الشعوب العربية  التي عرفت عدد من الثورات في مرحلة ما بعد الاستقلال والحكم الوطني تميزت هذه الثوراث بالمحدودية والتباعد الزمني غير أن مع أواخر العام 2010 بدأت الثورات العربة من جديد كانت هذه الثورات نقطة تحول في جميع الدول العربية فلم تكن مجرد ثورة داخلية فقط بل اخذت بعد عالمي حتي اصبحت من أهم القضايا الأستراتيجية المعاصرة.

      تتزايد معاناة الشعب السوري الإنسانية بسبب الثورة السورية إلى درجات أعمق من التعقيد وتداخل المصالح، سواء في الداخل السوري أم في منطقة الشرق الأوسط، في علاقة جدلية غير طبيعية في مثل هذه الظروف حين تنشأ الاضطرابات في بلدٍ ما، فإنها تتجه إلى الانفراج والخروج من المأزق بعد كل يومٍ يضاف إلى معاناتها، بعكس الوضع السوري الذي يزداد تأزماً وسوءاً من ناحية إنسانية على الأرض بالرغم من اقتراب الثورة السوريا من الثلاثة سنين الا ان نظام بشار الاسد لا زال صامدآ

أسباب صمود النظام السوري

يمكن تلخيص أهم اسباب صمود النظام السوري الي الان في الاسباب الاتية :


1.   وقوف القوي الكبري بجانب بشار الاسد

        منذ قيام حركة الإحتجاجات في سوريا أعلنت روسيا بان النظام السوري غير متصدع داخلياً ولم تنسحب من الواجهة ولم ترم بكل اوراقها الى جانب سوريا وخسارة اوراق جديدة بعد ليبيا في اللعبة الدولية. لقد مورس على النظام السوري «حرب كونية» لا مثيل لها، وسخر لها الاعلام والمال والسلاح والمسلحين والامم المتحدة والمنظمات الدولية وواشنطن وباريس والعرب وكل العالم، وهذا الضغط قابلته سوريا بمواقف حازمة وبادارة فائقة واستثنائية للضغوط، واستطاعت ان تفتح مسارا جديدا للامور بدعم ايراني وروسي وصيني وبتحالف مع حزب الله الذي كان لديه قراءة مغايرة للاحداث السورية شرحها لكل القوى اللبنانية حتى للمعارضين لسوريا وجاءت الاحداث لتؤكد صحة تحليله ومواقفه،رغم ان سوريا وحزب الله لم يسقطا من حساباتهما احتمال شن حرب على سوريا، لكنهما تعاملا معها بكل هدوء وباستعداد كامل مهما كانت النتائج والاعتبارات. وانه بعد سنة من الاحداث السورية فان الصورة مغايرة الان، لما كانت عليه في البدايات، حيث تراجع الغرب وواشنطن والعرب عن فكرة اسقاط النظام السوري وبدأوا يتحدثون عن الحوار

2.   دعم القوي الإقليمية

       قاله وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل امام نظيره الالماني بانه لا نريد اي سوء للنظام السوري وكل ما نطلبه تغيير سلوكه فالنظام السوري لا يزال قائمًا بفضل الحماية الدبلوماسية الدولية التي توفّرها له روسيا، وبفضل المعدات العسكرية والمساعدات المالية والجنود التي تقدمها له كل من إيران والعراق وحزب الله

3.   الموقف الإيراني

    تنظر إيران الي الاحداث في سوريا بانها مخططات تستهدف ايران بالدرجة الأولى, بالنظر إلى تآلف دول كبرى تشمل بالإضافة إلى الولايات المتحدة, بلدانا في حلف الناتو, وإسرائيل تميل جميعها إلى اضعاف مكانة ايران الاقليمية. 
4.   ضعف وهشاشة المعارضة السياسية في سوريا

     لاتوجد داخل سوريا معارضة سياسية قويه ذات أرضية فكرية وتنظيمية والموفق السياسي الداخلي تتجازبة قوتان :
·       الجيش السوري الحر
·       المعارضة السياسية وهي نتاج لرد فعل برزت الي الوجود في اعقاب توسع حركة الاحتجاجات وهذة القوة السياسية تنقسم الي تيارين متصارعين :
·       التيارات العربية العلمانية
·       التيارات السياسية الإسلامية

5.   الخوف من سيطرة الإسلاميين علي منطقة الشرق الاوسط

        الازمة السورية حالياً جعلت المنطقة العربية تخوض صراعاً بين مشروعين :
·       «المشروع العربي» بريادة سوريا
·       «ومشروع الاصوليين»
 ولكل مشروع مؤيدوه وانصاره في العالم العربي وسيأخذ هذا الصراع اوجهاً عديدة، وهذا هو جوهر الصراع الحقيقي والذي ربما سيمتد لسنوات وسنوات مع الاخذ بالاعتبار صعود الاخوان المسلمين في ، لليبيا ومصر وتونس، حيث بدأت القوى العربية بالتحرك دعما لسوريا في الاردن واليمن وتونس ومصر.

6.   تباين المواقف حول الأزمة السوريا

   تركيا تريد حلاً عاجلاً للأزمة السورية، ولكن مواقف حلفائها الغربيين من الأزمة ليست موحّدة، ولا يشكّلون صفًّا واحدًا في هذا المضمار، ولا يمكن قطع أي شوط ملموس في سبيل الحل ما دام الرفض الروسي لأي قرار دولي من شأنه أن يأتي بالحل. هناك مجموعتان تحاولان تغيير النظام السوري هما :
·       الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وهي  تقوم بمحاولات غير مباشرة لحلّ الأزمة .
·       تركيا وقطر فهما في الجبهة الأمامية تبذلان جهودًا فعالة ومباشرة في هذا المضمار، وليس أي دولة، حتى مصر، داخلة في هذه المجموعة ، ولكن لا تتقدم أي منها في الجبهة الأمامية. وبالمقابل من ذلك، فإن أنصار النظام الأسدي، على الرغم من أنهم قلة تعتبر صغيرة، ولكن الجبهة الأمامية لهم حافلة بالجموع الحاشدة من إيران وروسيا وحزب الله اللبناني .

7.   عدم التدخل العسكري في سوريا

     في ظل الظروف الراهنة, التي أصبحت فيها العلاقات الدولية في غاية التعقيد, بات واضحا أن حل النزاعات عبر اللجوء إلى القوة, لم يعد يحظى بأي فرصة نجاح و لم يظهر أي حل لها حتى الآن.
من ناحية أخرى, هناك عوامل كثيرة تشير إلى أن الأمور في ليبيا, بعد الاطاحة بمعمر القذافي, ليست في أحسن أحوالها. بل على العكس. فقد امتدت حالة عدم الاستقرار إلى الصحراء الكبرى, ومنطقة الساحل, وأدت إلى نشوء أوضاع مأساوية متدهورة في جمهورية مالي

8.   نجاح الحكومة السوريا في تسويق الأزمة

نجاح بشار الاسد في تسويق نفسة بانه يقاتل ضد الاصوليين والمتشددين
قضية السلاح الكيمائي فعندما قام الاسد بتحريك مواقع تخزين السلاح الكيماوي كانت رسالة واضحة لأمريكا واسرائيل بان الأزم ستتعمق اكثر  
روسيا قدمت ضمانات لأمريكا ان السلاح الكيماوي السوري تحت اشرف خبراء روس ولن تسمح باستعماله مقابل عدم تدخل عسكري خارجي بسوريا.
 إعلان سوريا بان سواء تدخلت ايران ام لم تتدخل بشكل مباشر فان حزب الله وبشكل قاطع سيتدخل وفورا بدون سابق انذار
عرض سوريا بان الحرب لن تقتصر على حرب الصواريخ بل ستمتد المعركة الى خارج حدود دائرة الصراع الاقليمية الى ضرب مصالح امريكية في الخليج وعلى امتداد العالم .. فسوريا لا يوجد لديها الامكانيات ولم تعد نفسها لمعركة ضرب المصالح الامريكية في العالم ولكن ايران وحزب الله لديهما القدرة  .
9.   تعقد الأزمة السوريا

    المشهد السوري على الأرض أصبحت تتحكم فيه قوى عديدة ومتداخلة، ابتداءً من النظام الذي يتقدم في الأيام الأخيرة في مناطق حيوية في ريف دمشق، إلى الأكراد الذي بدأوا عملياً بتشكيل أقاليم إدارية في الشمال الشرقي من سورية كقوة جديدة، وانتهاء بالثوار والمجموعات المسلحة التي تتنوع، وتنتشر تحت ألوية ومسميات وتوجهات مختلفة  فالقاعدة تختلف تنظيمياً على الجهة الممثلة لها على الأرض بين جبهة النصرة وداعش في الوقت الذي تتمد فيه داعش في بعض المناطق، وتجعل منها امتداداً لدولتها في العراق كما تسميها، والأكراد يحاولون الاستقلال بأنفسهم، تمهيداً لالتقائهم بأكراد العراق وتركيا كل هذه التكتلات داخل الأرض أفقدت الثورة السورية بوصلتها، حين تداخلت الأهداف، واختلفت التوجهات بين القوى الثائرة على الأرض، هذا من ناحية الداخل السوري، أما في الخارج فإن إيران نجحت بالدعم الروسي والصيني أن تحوي الموقف الأميركي تجاه سورية، وأن تضغط تجاه الحل السياسي للأزمة
10.    الخوف من نشوب حرب دينية أو طائفية

     سورية بلد متعدد الطوائف, يعيش فيه المسلمون السنة, إلى جانب الشيعة والعلويين, إضافة إلى المسيحيين الأرتودوكس, والمذاهب الأخرى منهم, مع الدروز والأكراد. ظلت حرية الاعتقاد محترمة في سورية, طيلة العقود الأخيرة من حكم البعث العلماني, لهذا فإن الأقليات الدينية تخشى من الاطاحة بالنظام, كي لاينتهي هذا التقليد المتبع
مستقبل الثورة السورية
    ـ  الازمة السورية أزمة متشابكة جدا محليا واقليميا ودوليا حيث توجد عدة اسباب للموقف الامريكي المتردد عمليا في اتخاذ خطوات قد تسقط نظام بشار فالموقف الروسي والصيني كانا بالمرصاد على الساحة الدولية ولم يكن موقفهما اعلامي ولفظي وسياسي فقط بل تعدى ذلك الى تزويد نظام بشار بالأسلحة التي يحتاجها.

  ـ  ان امريكا ما زالت تفاوض نظام بشار تحت الطاولة ولم تفقد الامل في التوصل لاتفاق يلبي المطالب الامريكية والتي لا يوجد بينها أي مطلب يتعلق بالديموقراطية في سوريا وانما مطالبها تتعلق بحزب الله وايران واسرائيل فقط .
 ـ الجيش السوري الذي يقف اكبر حجر عثرة امام التدخل الخارجي و امريكا تتردد بالدخول في مواجهة عسكرية بقرار من مجلس الامن او بقرار امريكي خارج اطار مجلس الامن

ـ كثرة وقوة حلفاء بشار عسكريا وهم حزب الله وايران وهذه الحلقة مهمة جدا في الحسابات الامريكية ففي حال تطور الوضع الى تدخل عسكري خارجي من غير المتوقع ان تشارك ايران عسكريا وبشكل مباشر الا في حال اتساع الدائرة وقصف ايران اذا ارادت اسرائيل انتهاز الفرصة لانها تريد بالتأكيد كل يوم تجعل الشعب الاسرائيلي ينام في الملاجئ .

ـ المعركة القادمة التي تتحدث عنها اسرائيل هي معركة وجود فيما يخص السلاح النووي الايراني والمعركة ايضا بالنسبة للحلفاء الثلاثة سوريا وايران وحزب الله معركة وجود ايضا اما ان تكون ايران وسوريا على الخارطة السياسية اقليميا ودوليا واما نهاية يصعب الوقوف بعدها .

ـ امريكا تراهن على انقلاب عسكري في سوريا ولكن الانقلاب لن يؤدي الى اسقاط نظام بشار أو نجاح العمل الثوري العسكري  وهذا سيفجر حربا اهلية طاحنة وان لم يحصل الانقلاب ولا بوادر جدية لذلك ستدخل الخيارات الاخرى واسرائيل استطاعت ابتزاز اوباما الان في  الانتخابات الامريكية من خلال الضغط عليه للموافقة على ضرب ايران وامام اوباما خيارين
1.   اما ان يوافق لإسرائيل على ضرب ايران حتى بعد الانتخابات الامريكية
2.   او سقوطه في الانتخابات القادمة بفعل اللوبي اليهودي في امريكا والبديل جاهز ومتطوع وبدأ حملته الانتخابية من اسرائيل .

 ـ اذا سقط اوباما فان الرئيس الجديد قد يعيد النظر في مسالة دعم وتبني الربيع العربي وتنتهي الثورات العربية بانقلابات عسكرية على الاخوان المسلمين وتعود المنطقة العربية الى حالة مشابهة لمرحلة الخمسينات والستينات عندما كانت تصبح وتمسي كل يوم على انقلاب في دولة عربية من جانب اخر  فان اسرائيل كانت وما زالت رافضة للدعم الامريكي للثورات العربية وترى ان امريكا حركت مياه راكدة وان سيطرة الاسلاميين ستكتوي بنارها في نهاية المطاف اسرائيل وليس امريكا وهذا الموضوع لا يحتمل بالنسبة لإسرائيل التجربة .

 ـ  يبدو أن مصير المنطقة العربية يتوقف على نظام بشار فان صمد وبقي بشار وخرج من ازمته سليما كنظام تهاوت الثورات العربية واندحرت وستحصل ردة ما بعدها ردة على الربيع العربي وتتراجع امريكا عن دعم الثورات العربية وان سقط نظام بشار ستفتح شهية امريكا لإسقاط او زعزعة انظمة عربية ترى نفسها الان في منأى عن الخطر مؤقتا وتشعر في داخلها بالخطر القادم في حال سقوط نظام بشار .

 ـ  مشكلة امريكا الكبرى ان بيد الاسد اوراق كثيرة لم يستخدمها بعد وجاهزة للاستخدام بعكس القذافي الذي لم يكن له لاحول ولا قوة كما هو حال صدام فأمريكا لاتقدم ابدا على ضرب دولة قادرة على المواجهة وعندما تتأكد ان تلك الدولة عاجزة عن المواجهة لا تتردد في الضرب بقرار من مجلس الامن او بدون ذلك .. فالقذافي كان عمليا بلا جيش حقيقي وكل صواريخ سكاد لديه كان عددها خمسة ومداها قصير جدا للصدام  والحرب واما سوريا فالوضع مختلف جدا .
نهاية الازمة السورية غير واضحة حتى الان ولا يستطيع احد الجزم بالصورة النهائية هل يصمد بشار ام ينهار في حال تطور الاحداث لتدخل عسكري دولي وكل ما نسمعه من تصريحات امريكية ان نهاية الاسد وشيكة هي تصريحات غير دقيقة ولا تعبر عن الواقع في سوريا

تقييم الثورات العربية بصورة عامة :

أنقسمت الأراء إلي ثلاثة اقوال تقيم الثورات العربية :
القول الأول : هي ثورات عربية خالصة قامت ضد الظلم والفساد .
القول الثاني : خدعة غربية لإعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط بصورة يتلائم فيها مع متطلبات المرحلة المعاصرة أو لتنبؤات مستقبلية .
القول الثالث : هذا الاتجاه هو وسط بين الاثنين ؛ حيث يري بإن الثورات العربية هي ثورات عربية خالصة لكنها شهدتت تدخلات خارجية

إيجابيات الثورة السورية

1.   إستطاعت أن تكسر حاجز الخوف من الحكام .
2.   برهنت فرضية إمكانية التغيير السياسي .
3.   أبرزت القوة الحقيقية للشعوب .
4.   أدت إلي إحداث ترابط بين جميع الشعوب العربية .
5.   ظهور تيار شعبي جديد بين الشباب العربي يدعو إلى إقامة الوحدة العربية بسواعد الشباب .

سلبيات الثورة السورية :
1.   إفتقادها للأهداف الواضحة والمحددة .
2.   عدم وجود قيادة عليا أو بوصلة توجهلقيادة الثورة .
3.   البعض بنظر إلي الثورات العربية بإنها جاءت بنتائج عكسية  .
4.   لم تحدث تغيرات جزرية في بنية المجتمع وهيكل الدولة .
5.   أعادت حلقة الصراع بين الغرب والجماعات الإسلامية أو ما يعرف باسم ( صراع الحضارات

إنعكاس الثورات العربية علي النظام الدولي :

أولآ : البُعد الإقليمي:
·       سيادة حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وإختلال الأمن الإقليمي في المنطقة
·       إمتداد حركة الثورات علي جميع دول المنطقة .
·  مؤتمر عربي ببيروت لدعم الثورات العربية: 27/2/2011 م: على واقع الإنجازات التي حققتها ثورتا تونس ومصرواتساع رقعة الدعوة لثورات في أكثر من قطر عربي.
·  المؤتمر العام للأحزاب العربية دورة طارئة مشتركة لدعم الثورات الشعبية العربية، بمشاركة نحو 350 شخصية من مختلف الأقطار العربية .
·  تأجيل موعد انعقاد القمة العربية التي كانت مقررة بالعاصمة العراقية بغداد في 29 مارس 2011 م نظرا لاستمرار الثورات

ثانيآ : البُعد الدولي :

·       أحدث تغيرات جيواستراتيجية في ميزان النظام الدولي .
·       تدهور إنتاج و اسعار النفط عالميآ .
·       اصبحت الثورات العربية قضية استراتيجية حظيت باهتمام كل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية .
·       حدوث صراعات ومواجهات بين القوي الدولية الكبري .
·  قالت روسيا أنها قد تخسر ما يزيد عن عشرة مليارات دولار إذا انهارت صفقات أسلحة مبرمة مع دول عربية شهدت أو تشهد ثورات أو احتجاجات شعبية على أنظمتها.
·  أظهر استطلاع شهري للرأي العام في إسرائيل تزايد القلق بعد تتابع الثورات في الدول العربية، وانهيار أنظمة حافظت على الهدوء في المحيط الإسرائيلي لسنوات
·       أقرت الإدارة الامريكية بان التغيير في الشرق الأوسط تتم بإرادة شعوبها وليس وفقا لمشيئة واشنطن


الخميس، 27 نوفمبر 2014

سيد قطب مفكر وليس رب


لقد قرأت عدد من الكتب حول الفكر سياسي الاسلامي وعن الارهاب وما لفت انتباهي هو وصف بعض المؤلفين والعلماء لسيد قطب بداعية الارهاب او مؤصل لفكرة الارهاب وقد استندو على فكرة المجتمع الاسلامي والمجتمع الجاهلي لسيد قطب في كتابه ( معالم في الطريق ) يقسم سيد قطب المجتمع إلى جاهلي وإسلامي ويرى اننا اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم كلّ ما حولنا جاهلية تصوّرات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، ولا بد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية
1. فالمجتمع الإسلامي هو: المجتمع الذي يحكم الإسلام في جميع أبعاده العقدية والعبادية والسلوكية والأخلاقية والقانونية.
2. أما المجتمع الجاهلي فهو: المجتمع الذي لا تطبّق فيه شرعة الإسلام، وهو المجتمع الذي يبتعد عن الإسلام في تصوّراته، ومعتقداته، وقيمه وقوانينه وسلوكه وأخلاقياته.
ويبدو أن ما أورده سيد قطب عن جاهلية المجتمع لا تعني تكفير المسلمين في عصرنا مما جعل البعض يبني على ذلك نتائج متباينة كما وقع بعض الباحثين في أخطاء جسيمة بالحكم على المؤلف من خلال أقوال بعض المثقفين والعلماء فقد اتهموه بتكفير المسلمين واتهم أنه اعتبر مجتمع المسلمين دار حرب كذلك اتهامه بالدعوة إلى أن تقوم العلاقات بين المسلمين وغيرهم على أساس أحكام دار الحرب.
ويرى قطب أن هناك إسلامين: إسلام حقيقي وأصيل، وإسلام تريده أمريكا لقد حدس سيد قطب أن أمريكا، بحاجة إلى صناعة نوع من الإسلام، الذي تحارب من خلاله المدّ الشيوعي في الشرق الأوسط، والدول الإسلامية في آسيا وأفريقيا ويؤكد سيد قطب ان هؤلاء لا يريدون للإسلام أن يحكم، لأنه إذا تصدر الحكم، فمن شأنه أن يصنع أمة من طراز آخر، ويعلّم الشعوب أنّ إعداد القوّة أمر واجب، وأنّ طرد الاستعمار أمر واجب كذلك، فكلاهما خطر على الأمة الإسلامية.
عموماً ترك سيد قطب مجموعة من الاراء والافكار في مختلف الجوانب ولعل الاخطر شيء ان معظم الحركات والجماعات الاسلامية التي تتبنأ مشروع الاسلام السياسي قد وقعت في خطأ في فهم فكر سيد قطب بصورة جيدة وهنا برزت تيارات اسلامية لا تعرف من الاسلام الا الجهاد فقط واعتمدت علي مبدأ اصلاح المجتمع من أعلى بدلاً من منهج اصلاح المجتمع من أسفل ان وصف المفكر سيد قطب بانه داعية الارهاب المعاصر وصف فيه كثير من الخطأ وعدم الموضوعية لذلك من الضروري اعادة النظر في فهم مدلولات افكار سيد قطب واعادة قرأءتها فهو ليس ( رب ) يوحى الي الحركات والاحزاب والجماعات الاسلامية وانما ( مفكر ) يقول ما يحمله من فكر فقط .

الأمن الفلسفي

 تستمد قضية ألامن الفلسفي حيذاً كبيرأ في اطار مستقبل الفلسفة حتي برزت اطروحات وايديولوجيات تدور حول الامن الفلسفي والواقع ان تجمع الحجارة لا يعني ان هذا يمثل بيتاً كذلك فان تجمع الاراء والافكار بالضرورة لا يعني ان هذه فلسفة لان الفلسفة هي إنتاج لخطاب متماسك وهادف تحكمه بنية منطقية رصينة يشبه النظم الاكيولوجية في كينونيتها بحيث تنشأ هذه البنية عن آليات الاستدلال المنطقي، فلا قيمة لأية قضية فلسفية أو فكرة ايديولوجية ما لم تكن مدعمة بأدلة وحجج مقنعة وهو ما يعرف بالاستدلال الفلسفي والذي يشير الي مجموعة من المقدمات أو القضايا التي تفضي إلى نتيجة إذا حصل التسليم بالمقدمات يكون من الضروري قبول النتائج المترتبة عنها.
وعند اعادة النظر في فلسفة الاستدلال المنطقي والذي يرتبط بجوهر الامن الفلسفي يتعين علي اكتشاف وبيان اي شئ ما يتطلب تحليل النصوص الفلسفية ولكن الفلاسفة غالبا ما يستعملون في كتاباتهم خطابا جدليا يسير بك في منعرجات قد تخلق لديك بعض الارتباكات والارباكات وتجد نفسك في وضعية يصعب عليك فيها بيان قضايا البرهان والتمييز فيها بين المقدمات والنتائج والتعرف على بنيته. وفي هذه الحالة لابد من قراءة النص قراءة متأنية لانها هي عملية انتقائية تتطلب القدرة على التمييز بين العناصر الأساسية في النص وعناصره الثانوية في الجانب الاخر
وهذا يجعل الإنسان في مأزق وحيرة حول ماهية الامن الفلسفي ولكنه يولد لديه الرغبة في البحث عن الحقيقة اليقينية وبذلك يكون قد أثبت مشروعية منهج فلسفة الاستدلال وبين قيمته وأهميته الفلسفية بغرض استعراض السبيل المؤدي إلى الحقيقة اليقينية في عالم يكتنفه الغموض وعدم اليقين هذا يعني ان قضية الفلسفة نفسها تدول حول حلقة مفرغة من الثنائية الفكرية تتارجح بين الشك واليقين و الواقع واليوتوبيا مما يؤكد ان المنهج الفلسفي نفسه يعاني من متلازمة الحركة الدائرية ولكن في الحقيقة ان الاستقرار الفكري والامن الفلسفي لا يتحقق اذا تحققت درجة اليقين في العلوم والمعرفة والحقيقية لان العلم والفلسفة لا تتقدم الا بوضع المشكلة وايجاد حل لها ومن ثم اعادة نقض الحل نفسه او تحويل الاجابات النهائية الي اسئلة جديدة من خلال اخذ الفكرة ونقض الفكرة و الترجيح بين الفكرتين للوصول ال فكرة جديدة قابلة للتصديق و غير قابلة للاخذ بها كحقيقة

انقراض فكرة القومية العربية


على مر التاريخ كانت الشعوب العربية في جزيرة العرب أمة منحطة فكرياً ومجهولة عالمية ولا يعرف عنها الا الجاهلية العربية القديمة التي قامت علي براثن الجهل والثآر و التعصب وما أن جاء الاسلام حتى حول هذه الآمه من عبادة الحجر الي قيادة البشر بفضل الاسلام كدين سماوي ومنهج للحياة ليحل محل النظرة القومية والعنصرية والقبلية القديمة ولما اصبح المسلمون رقم في الخارطة العالمية لايمكن تجاوزه برزت تيارات تنادى بفصل الاسلام عن العرب باعتبار ان لكل منهما خصوصيته
أن الإسلام لا يمنع الشخص من ان يتسب لقومه أو لوطنه أو أهله بل إنه يشجع هذا المسلك ويحبذه إذا كان على أساس التواصل وصلة الرحم بل أخبر الله تعالى أن الناس تنقسم إلى شعوب وقبائل وكذلك يمنع هذا التعصب في الحالة التي يصبح ولاء الناس ومعاداتهم ومحبتهم واجتماعهم وافتراقهم كله قائم على دعوى القومية والتعصب لها وتقديمها على الأخوة الإسلامية
القومية العربية التي دعى إليها بعض المفكرين هي قومية جاهلية قادة مسيرتها بعض منحرفي الفكر وناقصي البصيرة بمظهر الغيور على مجد العرب كما يزعم والواقع إن العرب لا مجد لهم بغير الإسلام بل هم أمة كانوا في حمئة الجاهلية كسائر الأمم حتى أنقذهم الله بالإسلام ورفع شأنهم
لقد قامت احزاب وحركات سياسية وفكرية من منطلق القومية العربية لكن سرعان ما انقسموا الي معسكرات وتيارات مختلفة مما برهنت صعوبة قيام فكرة القومية العربية الا في نطاق ضيق او عنصري ان الدعوة للقومية العربية هو اشبه بنظرية الصعود الي اسفل و التسابق نحو المؤخرة وعلى العموم ان مشروع القومية العربية قد فقد بوصلته وقيمته كمشروع حضاري و انساني وما بقية منه ما هو الا مؤشرات لتساقط الفكرة كلها وخلاصة القول لا مجد للعرب الا بالاسلام .

مسارات الصراع الدولي حول القرن الافريقي


        الصراع بصورة عامة هو أحد أشكال السلوك البشري إرتبط وجودة بوجود الإنسان  منذ الأزل ، يهدف الصراع الدولي إلي تحقيق العديد من الأهداف تتراوح ما بين الأهداف الفردية والأهداف الجماعية ، تطور الصراع لتطور البشرية أما الصراع الدولي ؛ فقد أرتبط ظهورة بظهور مفهوم الدولة القومية  في قارة أوربا ، أثر مفهوم الدولة القومية علي مفهوم وشكل الصراع ؛ فخرج الصراع من كونة سلوك إنساني  إلي كونة علم يُبني علي  إسس ونظريات أستراتيجية  واعية(1)، إرتبط الصراع الدولي بالمصالح و الأهداف القومية " الهدف القومي هو وضع معين  يقترن بوجود رغبة مؤكدة لتحقيقة عن طريق تخصيص قدر من الجهد  والإمكانيات التي تستلزم الإنتقال من  وضع التصور إلي  مرحلة التنفيذ (2).

      الصراع الدولي صراع أستراتيجي يرتبط بقضايا التحولات الاستراتيجية  التي  وضعت لسيطرة علي الشعوب بمختلف أشكال الهيمنة (3) ، إتجاة العلاقات الدولية يأخذ شكلين : الأول إتجاة السلام والتعاون ، الثاني إتجاة الحرب والصراع ، فالقاعدة في الفكر الاستراتيجي  هي ؛ كلما زادت الأهمية الاستراتيجية لمنطقة ما إذداد الصراع الدولي عليها ، علي مر العصور أصبحت التوجهات الأساسية للقوى الكبرى هي " وضع أيديهم علي أهم منطقة أستراتيجية  تشكل  عقدة الاتصال بين قارات العالم القديم ، وتسيطر علي طرق التجارة  الدولية (4)فمن هنا برز الصراع الدولي حول  القرن الافريقي .

مراحل الصراع الدولي حول القرن الافريقي
  
    كانت للقارة الافريقية علاقات مع بعض المناطق المجاورة لها مثل : أوربا ، لآسياء بسسب الجوار الجغرافي ، أخذت هذة العلاقة شكلآ من التواصل كما عرفت نوع من                                               الصراعات  ظلت أفريقيا مجهولة  لكثير من القوى  الاوربية حتي القرن الثالث عشر ثم القرون التي تلتة ، تم الاتصال بين الأوربين مع القارة الافريقية بفعل عاملين :

الأول : تطور الصناعة  وطرق النقل .
الثاني : الكشوف الجغرافيا .
    أهتم الأوربين بعنصر أساسي هو تجارة الرقيق في أفريقيا التي إشتركت فيها كل القوى الأوربية آنذاك (1)، فحدث صراع بين القوى  الاوربية للحصول علي الرقيق لاستخدامهم  في العمل ، ظهر هذا الصراع بصورة واضحة في منطقة غرب أفريقيا  بسبب قربها من اوربا(2)،تميز هذا الصراع بالساحلية فلم تكن هنالك رغبة للقوى الدولية للتوغل داخل أفريقيا لخمسة إعتبارات أساسية :

أولآ : لإنشغالهم بالمستعمرات الاخري في امريكا وآسياء  .
ثانيآ :  صعوبة المناخ الافريقي .
ثالثآ :  كانت فؤائد المسعتمرات في آسياء وامريكيا اكبر من فوائد القارة الافريقية آنذاك .
رابعآ : إنتشار الأمراض الفتاكة .
خامسآ : ندرة المواني الصالحة للإنطلاق داخل أفريقيا (3).

       بالرغم من كثرة هذة العقبات التي حالت دون تغلغل  القوى الدولية داخل القارة إلا أن هذة العوامل قد  زالت بفعل  تطور الصناعة في أوربا التي ساعدت بدورها في إستعمار العالم ككل ، الصراع الدولي في مرحلتة القديمة كان يركز علي جانب إقتصادي  أساسي هو الحصول علي الرقيق بالإضافة إلي بعض السلع التي تتوفر قرب الشواطي الافريقية ، الجدول رقم (2 ــ1) يوضح أهم القوى الدولي التي تصارعت في أفريقيا  وحجم الأرقاء الافاريقة .
        جاءت بعد  نهاية فترة  تجارة الرقيق إتجاهات رئيسة في أوربا تدعو إلي منع تجارة الرقيق أطلق العلماء عليها فترة النزعة الإنسانية ، شهدت هذة الفترة أستقرار في اوربا  مما قلل من حدة الصراع الدولي ، أرجع العلماء هذا الاستقرار إلي ثلاثة اسباب رئيسية :

-       سيادة النزعة الإنسانية في أوربا مع تعاظم الشعور بالقسوة بالآخرين .
-       رغية الحكومات في تحسين  معاملة الأسرى والأرقاء و السجناء .
-       ظهور حرب مقدسة تطالب بتحريم تجارة الرقيق ، كانت تقود هذة الحرب بريطانيا أقوى الدول الأوربية آنذاك (4) .
-       تأثرت هذة الفترة كذلك بكتابات وأراء الفلاسفة القدماء حول العدالة في المجتمع و الحقوق المتساوية للبشرية.





                          جدول رقم  ( 2  ــ  1  )

          تجارة الرقيق وأهم القوى الدولية المتصارعة في أفريقيا



   القوى الدولية

عدد الأرقاء

o      أمريكا الأسبانية
o      بريطانيا والولايات المتحدة
o      فرنسا
o      امريكا الهولندية
o      الانتل دانواز
o      جزر الانتل البريطانية
o      البرازيل
o      اوربا


    1552000
    339000
    160000
    500000
    28000
    1665000
   3647000
   175000   

المصدر: يوسف روكز ، أفريقيا السوداء( سياسة وحضارة ) ، المؤسسة الجامعية ، بيروت ،
ط1، 1986م، ص49  .


ثانيآ : مرحلة الإستعمار  

        يختلف مفهوم الإستعمار في دلالتة اللغوية الحقيقية عن  مفهومة السياسي الفعلي ؛فتأتي الأولي بمعني التعميير والإعمار ، ثم الثانية بمعني التخريب والإستنزاف ، يشير مفهوم الإستعمار في النظور الأوربي  الهدم لا البناء والإصلاح (1)، لذا تتضح حقيقتة في إنة أحد اشكال التسلط ( السياسي ، الإقتصادي ، العسكري ، الثقافي ، الحضاري) ، تمارسة دولة علي دولة أخري  بهدف إستغلال الدولة  الخاضعة لة ، مع تشخير كافة إمكانياتها الطبيعية و مواردها البشرية ، لرفع مستوي الرفاهية ، للدولة صاحبة النفوذ الاستعماري(2).

        تعرضت القارة الافريقية يصورة عامة ، ثم منطقة القرن الافريقي علي وجة الخصوص لظاهرة الإستعمار الاوربي ؛ نتاج لعديد من الأسباب ، سواءً كانت داخلية تتعلق بالدول الإستعمارية ،أو خارجية إستمدت من الأهمية الاستراتيجية للقرن الافريقي ،يري عدد من العلماء أن هتالك كثير من الأسباب التي دفعت إلي إستعمار القارة الافريقية منها : الدوافع التاريخية ، دوافع دينية ، قومية ،  أستراتيجية  ، عسكرية ، نفسية  ، بالإضافة إلي تطور الصناعة  وزيادة الكثافة السكانية في أوربا (1)،كما يري فوزي محمد طايل ( الفكر الأوربي قد تم بناؤه أساسآ علي الإستلاء بالقوة علي مراكز المواد الخام اللازمة للصناعة ، ثم تأمين طرق النقل والمواصلات المؤدية إلية ، لفتح أسواق جديدة  ) (2).

خريطة الإستعمار والصراع الدولي

       تظهر خارطة إستعمار منطقة القرن الافريقي تنافس ثلاثة قوى رئيسية هي : إيطاليا ، بريطانيا ، فرنسا ، كانت محاور الصراع كذلك تدور حول ثلاثة  دول رئيسية في منطقة القرن اافريقي ( الحبشة ، الصومال ، جيبوتي ) ،ثم إمتدت حركة الإستعمار لتشمل بقية الناطق الأخري في  القارة الافريقية ، حاول بعض المؤرخين افسير سرعة إستعمار منطقة القرن الافريقي ، وإنحصار التنافس بين القوى الثلاثة السابقة ؛ زهبوا إلي قولين : الأول يري إن ذلك برجع إلي الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الافريقي، أما القول الثاني فيري إن ذلك يرجع إلي الأتي:

       أولآ : تقلد بريطانيا للزعامة البحرية في تلك الفترة .
      ثانيآ : عدم إهتمام الدول الاروبية بمنطقة القرن الافريقي .
      ثالثآ : وجود صيغة للتعايس بين بريطانيا وفرنسا(3).

        كانت منطقة القرن الافريقي تُعرف باسم شرق أفريقيا تضم كل من ( جيبوتي ، الصومال ، الحبشة ) ، أدرك الأوربيون أهمية هذة المنطقة في الساحل الشرقي والأقاليم الواقعة خلفة  كجزء من إهتماماتهم الإستعمارية ؛فالمنطقة بالإضافة إلي كونها زات أهمية أستراتيجية فهي تتميز بالترابط لبن مكوناتها ؛ حيث إرتبط تاريخ الحبشة بالصومال  وأرتريا إرتباطآ وثيقآ ،فعندما إحتل الإيطاليون أرتريا ؛ تطلعوا إلي إحتلال  الحبشة منز عهد منليك الثاني فأعتبرتها إيطاليا إمتداد للتوسع فس المنطقة ، فكانت منطقة شرق افريقيا ميدانآ للتنافس بين بريطانيا وإيطاليا وفرنسا(4).

مؤتمر برلين وأثرة علي منطقة القرن الافريقي
     
      إشتدا الصراع بين القوى الأوربية في القارة الافريقية وقارة آسياء ، ترتب علي هذا الصراع حدوث عدد من الحروب بين القوى الاوربية نفسها ، فمن هنا جاءت فكرة عقد مؤتمر دولي ينظم حركة الإستعمار ، كما كانت هنلك جمعية تُعرف باسم ( الجمعية الدولية الافريقية ) ، تنظم العلاقة بين الدول الأوربية والأفريقية  ، عقد مؤتمر برلين في الفترة من 1884ـ1885م ،إنتهي  بوثيقة تحتوى علي عدد من التوصيات  فمن أهم  النتائج تأثيرآ علي القرن الافريقي الأتي :

-       أقر حق أي دولة أوربية في أن تسيطر علي ما تشاء من القارة الافريقية(1) .
-       لا تعتبر الأراضي ملك للدولة إلا إذا أحتلت بالفعل .
-       حرية الملاحة في نهر الدانوب .

     إتجهت بريطانيا إلي مد نفوذها في منطقة شرق أفريقا  بعد إن كانت تسيطر علي أجزاء كبيرة من آسياء والخليج العربي ، حيث بسطت نفوذها علي أجزاء من الصومال  ثم بربرة وبلهار وزيلغ (2) بذا كونت ما عرف باسم الصومال البريطاني ،تمكنت بعدها من السيطرة علي  الساحل الافريقي المواجة لميناء عدن ، حتي لا يحدث صراع بينها وبين القوى الاخري قامت بريطانيا بالتفاهم مع فرنسا لتحديد نفوذ كل منهما في منطقة الصومال ، ترتب علي هذا قيام الحركات التحررية في الصومال(3)، كانت بريطانيا في حاجة مآسة للحصول علي المواد الخام بالاخص ( القطن طويل التيلة ) الذي كان بزرع بكمية كبيرة في كل من مصر والسودان ، مثل منصنع لانكشير  عصب الإقتصاد البريطاني في تلك الفترة مما فرض علي بريطانيا الحصول علي هذة السلعة من مناطق أكثر حتي لو كان عن طريق القوة.
      كانت فرنسا كذلك من أهم الدول التي إستعمرت قارة أفريقيا والقرن الافريقي علي وجه التحديد ، لفرنسا سبع مستعمرات في غرب افريقيا هي مالي ( السودان الفرنسي ) السنغال ، ساحل العاج، بنين ، النيجر ، بوركينا فاسو ، موريتانيا ) ثم إمتدت سيطرة فرنسا إلي  وسط أفريقيا التي تشمل ( تشاد ، افريقيا الوسطي ، الكنغو برازفيل ، الجابون ،) حتي إستطاعت إن تفرض سيطرتها علي الكاميرون وتوغو(4)، أما منطقة القرن الافريقي ؛ فقد سيطرت فرنسا علي جزيرة مدغشقر بداية سنة 1868 أولآ ثم جيبوتي(5) بعدها ، كانت المناطق تسيطر عليها فرنسا يُطلق عليها اسم الصومال الفرنسي ، إلا ان الوجود الفرنس الحال في القرن الافريقي ينحصر بصورة اكبر في دولة جيبوتي الحالية.
         تأخر نزول ايطاليا كقوى إستعمارية في منطقة القرن الافريقي إلي فترة توحد أيطاليا خصوصآ بعد مؤتمر برلين 1884 م الذي برزت فية روح إيطاليا التوسعية ،كانت ايطاليا تطمح في إن يكون لها نصيب في أملاك الدولة العثمانية  تحديدآ منطقة تونس ، غير أن فرنسا كانت قد سبقتها إلي ذلك ، علي هذا الأساس جاءت فكرة إحتلال الساحل الافريقي(1)، فميناء عصب ومصوع كانا أول المستعمرات الإيطاليا في شرق افريقيا حتي إستطاعوا بنا قاعدة لهم في أسمراء ،استمر الزحف الإيطالي عام 1884 لإحتلال بقية القرن الافريقي والساحل الجنوبي لخليج عدن علي حدود الصومال إضافة إلي المناطق الأخري ففي عام 1894م شهد توقيع إتفاقية بين الطرفين البريطاني والإيطالي (2)، أرادت إيطاليا التوسع نحو الحبشة ؛ فحدثت معركة ( عدوة ) التي هُزم فيها الجيش الإيطالي .

ثالثآ : الصراع الدولي الحديث في القرن الافريقي

         شهدت فترة الستينات موجة من حركات التحرر في القارة الافريقية علي أثرها نالت معظم الدول الافريقية إستقلالها ، ظهرت مرحلة جديدة سماها  البعض بمرحلة ( ما بعد الإستعمار) ، بينما أطلق عليها أخرون ( مرحلة الإستعمار الحديث ) ، يلاحظ في هذة الفترة تراجع القوى الإستعمارية القديمة خصوصآ إيطاليا ، وبريطانيا ، أما فرنسا فإنها لازالت تحتفظ بوجودها في القرن الافريقي في دولة جيبوتي ، من جانب آخر كان هنالك بروز لقوى جديدة في منطقة القرن الافريقي ، إتخذت دول المنطقة علي اساسها سياسة تراوحت ما بين التبعية والإستقلال ،مع تعاظم دور الولايات المتحدة كقوى وآعدة والإتحاد السوفيتي كطرف منافس ، حيث إستقبل الرئيس الأمريكي ( جون كندي) عام 1961 م أحد عشر رئيسآ أفريقيآ  ثم عشرة رؤساء آخرين عام 1962 م (3)، هدفت الولايات من هذا الصراع إلي الأتي :

   أولآ : الإستفادة من خيرات القرن الافريقي.
   ثانيآ : الحيلولة دون إقترابها من الإتحاد السوفيتي.(4)
 
        دخلت مرحلة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ،فتأثرت منطقة القرن الافريقي بهذة الصراعات ؛يتضح  ذلك من خلال ميل كل من أرتريا ، السودان ، الصومال ، اثيوبيا إلي المعسكر الشرقي تارةً ، ثم إلي المعسكر الغربي مرةً أخري ، بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة ؛ جاءت مرحلة الآحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة         وحلفائها الغربين لتسيطر علي العالم ككل، مما فرض علي القوى الأوربية التعاون مع الولايات المتحدة في مسار علاقتها في القرن الافريقي.

الإتجاهات الحديثة للصراع الدولي في القرن الافريقي

أولآ : إتجاه التعاون كما بين ( الولايات المتحدة أثيوبيا ،    السودان  الصين  ) .
ثانيآ : إتجاه المساومة كما بين ( الولايات المتحدة مع السودان  ).
ثالثآ : إ تجاه الصراع الإقتصادي ( الولايات المتحدة  و الصين  و روسيا  اليابان ) .
رابعآ : إتجاة الإستقطاب السياسي كما في( كينيا ، أثيوبيا  ، أرتريا من قبل إسرائيل ) .

نتائج الصراع الدولي في منطقة القرن الافريقي

-       في الجانب الإقتصادي إستنزاف للموارد نهب للثروات .
-       في الجانب السياسي إستقطاب سياسي وصراع دولي(1).
-       في الجانب العسكري ( حروب ، حركات تمرد ، قوات أجنبية ، قواعد عسكرية).
-       في الجانب الثقافي ضياع للهُوية  الثقافية الأصلية بين ( الفرانكوفونية *، الأشتراكية  ، الليبرالية ) (2).
-       ظهور النزعات الإنفصالية والعنصرية بعد إستقلال الدول الافريقية كانت منقسمة إلي قسمين :
-       الأول : محور ( كازبلانكا) ، يضم الدول العربية ( البيضاء) شمال الصحراء ( عبد الناصر ، بن بيلا ، بورقيبة ، محمد الخامس ) ، يضاف إليهم زعماء افارقة مسلمون.
-       الثاني : محور ( منروفيا ) يضم الدول الافريقية ( السوداء) التي تتبع مبادي الفرنكوفونية(3).


(