الخميس، 27 نوفمبر 2014

سيد قطب مفكر وليس رب


لقد قرأت عدد من الكتب حول الفكر سياسي الاسلامي وعن الارهاب وما لفت انتباهي هو وصف بعض المؤلفين والعلماء لسيد قطب بداعية الارهاب او مؤصل لفكرة الارهاب وقد استندو على فكرة المجتمع الاسلامي والمجتمع الجاهلي لسيد قطب في كتابه ( معالم في الطريق ) يقسم سيد قطب المجتمع إلى جاهلي وإسلامي ويرى اننا اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم كلّ ما حولنا جاهلية تصوّرات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، ولا بد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية
1. فالمجتمع الإسلامي هو: المجتمع الذي يحكم الإسلام في جميع أبعاده العقدية والعبادية والسلوكية والأخلاقية والقانونية.
2. أما المجتمع الجاهلي فهو: المجتمع الذي لا تطبّق فيه شرعة الإسلام، وهو المجتمع الذي يبتعد عن الإسلام في تصوّراته، ومعتقداته، وقيمه وقوانينه وسلوكه وأخلاقياته.
ويبدو أن ما أورده سيد قطب عن جاهلية المجتمع لا تعني تكفير المسلمين في عصرنا مما جعل البعض يبني على ذلك نتائج متباينة كما وقع بعض الباحثين في أخطاء جسيمة بالحكم على المؤلف من خلال أقوال بعض المثقفين والعلماء فقد اتهموه بتكفير المسلمين واتهم أنه اعتبر مجتمع المسلمين دار حرب كذلك اتهامه بالدعوة إلى أن تقوم العلاقات بين المسلمين وغيرهم على أساس أحكام دار الحرب.
ويرى قطب أن هناك إسلامين: إسلام حقيقي وأصيل، وإسلام تريده أمريكا لقد حدس سيد قطب أن أمريكا، بحاجة إلى صناعة نوع من الإسلام، الذي تحارب من خلاله المدّ الشيوعي في الشرق الأوسط، والدول الإسلامية في آسيا وأفريقيا ويؤكد سيد قطب ان هؤلاء لا يريدون للإسلام أن يحكم، لأنه إذا تصدر الحكم، فمن شأنه أن يصنع أمة من طراز آخر، ويعلّم الشعوب أنّ إعداد القوّة أمر واجب، وأنّ طرد الاستعمار أمر واجب كذلك، فكلاهما خطر على الأمة الإسلامية.
عموماً ترك سيد قطب مجموعة من الاراء والافكار في مختلف الجوانب ولعل الاخطر شيء ان معظم الحركات والجماعات الاسلامية التي تتبنأ مشروع الاسلام السياسي قد وقعت في خطأ في فهم فكر سيد قطب بصورة جيدة وهنا برزت تيارات اسلامية لا تعرف من الاسلام الا الجهاد فقط واعتمدت علي مبدأ اصلاح المجتمع من أعلى بدلاً من منهج اصلاح المجتمع من أسفل ان وصف المفكر سيد قطب بانه داعية الارهاب المعاصر وصف فيه كثير من الخطأ وعدم الموضوعية لذلك من الضروري اعادة النظر في فهم مدلولات افكار سيد قطب واعادة قرأءتها فهو ليس ( رب ) يوحى الي الحركات والاحزاب والجماعات الاسلامية وانما ( مفكر ) يقول ما يحمله من فكر فقط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق