الجمعة، 8 أبريل 2016

العوامل المؤثرة علي إختيار الأستراتيجية ( الخطة العشرية الشاملة للسودان ( 1992 ـ 2002م ) دراسة حالة )



المقدمة

    تعتبر الإستراتيجية من مجالات الدراسة التي نالت إهتماماً واسعاً في العقود الثلاثة الأخير من القرن العشرين وذلك إستجابة للضغوط والمؤثرات البيئية الهائلة التي واجهها الإنسان. وتستمد كلمة الإستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية والتي إرتبط مفهومها بالخطط المستخدمة في إدارة المعارك وفنون المواجهة العسكرية ، إلا أنها إمتدت بعد ذلك إلى مجال الفكر الإداري وجميع المجالات وصارت مفضلة الإستخدام لدى منظمات الأعمال وغيرها من المنظمات الأخرى المهتمة بتحليل بيئتها وتحقيق المبادرة والريادة في مجال نشاطها . فقد عرفت الإستراتيجية بأنها  رسم الإتجاه المستقبلي وبيان للغايات على المدى البعيد ، وإختيار النمط الإستراتيجي المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العوامل والمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية ، ثم تنفيذ الإستراتيجية ومتابعتها وتقييمها.
ويبدو إن عملية اختيار وتنفيذ الأستراتيجية من أصعب الامور التي تواجه الدول والمؤسسات يرجع ذلك الي ان هنالك ثمة مجموعة من المؤثرات التي تقف حائلاً امام عملية اختيار الاستراتيجية يجئ هذا البحث متناولاً أهم العوامل التي تؤثر علي عملية اختيار الاستراتيجية كما يتناول جانب تطبيقي علي الخطة القومية العشرية للسودان في الفترة من 1992 ـ 2002 م .

أولاً : الجانب النظري العوامل المؤثر علي إختيار الاستراتيجية :

    إن من أهم المقومات لإيجاد استراتيجية او تخطيط فعال هي ملائمة العوامل المؤثرة خارجياً وداخلياً مما يترتب عليه دراسة هذه العوامل دراسة دقيقة ومتزنة على الوضع في الاعتبار المتغيرات المحلية والدولية وكذا دراسة البيئة المحلية والإقليمية والدولية ومن أهم هذه العوامل :
أ/ العوامل الاقتصادية :
 وهي دراسة الإمكانات المادية والاقتصادية المتاحة إذ قد يكون للأحوال الاقتصادية الخارجية أثر على عملية التخطيط لاختيار وتنفيذ الاستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بالسياسات القطرية التي تؤدي إلى مقاطعات اقتصادية أو إيقاف تمويل لمشروعات حيوية .
ب/ العوامل البشرية :
إن أهمية السكان في قوة الدولة تحظى بقبول عام من علماء العلاقات الدولية و نقصد بالسكان هنا العنصر البشري ووزنه كعامل من عوامل قوة الدولة و هنا يجب أن نراعي العوامل الكمية و الكيفية في العامل الديمغرافي
.ـ العوامل الكمية : تتجلى أهمية العامل السكاني في تشكيل القوة العسكرية اللازمة للحرب ، كما أن بعض الدول الاستعمارية حاولت الاعتماد على مستعمراتها في توفير القدرات البشرية اللازمة لآلتها العسكرية ، كذلك تؤثر الكثافة السكانية على الأهمية العسكرية من حيث أن الدول ذات الكثافة الضئيلة هي موضوع مطامع خارجية أما الدول ذات الكثافة العالية هي مؤمنة لحد ما من هذه الأطماع ، تتجلى أيضا أهمية التعداد السكاني في المستوى الاقتصادي حيث أن العامل البشري عنصر أساسي في عملية الإنتاج كما أن السوق الاستهلاكية هي الضمان الأكيد لازدهار الإنتاج الوطني ، و من جهة أخرى يشكل الضغط السكاني عاملا فعالا من عوامل النزاع الدولي بل كثيرا ما يحاول المحللون رد أسباب التوتر الاجتماعي بشتى صوره إلى الضغط الكمي للسكان
.ـ العوامل الكيفية : قد يؤثر في قيمة الكم السكاني كارتفاع نسبة الإناث بالنسبة للذكور وكذلك الحال بالنسبة لسلم الأعمار فقد يتوافق تباين نسبة الشباب الذكور من العدد الكلي للسكان مع درجات القوة الاقتصادية للدولة و كذا مع درجات القوة الإستراتيجية كذلك .درجة التجانس الاجتماعي لعناصر الكم البشري: أي تحقيق الوحدة الداخلية ترتبط بدرجات التجانس الاجتماعي
.ـ التقدم الثقافي و الاجتماعي : السكان المثقفون و المتقدمون تكنولوجيا قادرون على تحمل مسؤوليات الدولة.
 وهي الأفراد أو المجتمع لمعرفة مدى استعداده لتقبل هذا التخطيط والتفاعل معه خاصة إذا ارتبط هذا التخطيط ببعض العقبات المؤثرة على الدخل الشخصي والمتطلبات اليومية .
ج/ العوامل السياسية :
ومدى تأثيرها في طبيعة التخطيط والنشاطات التي يحققها التخطيط وتأثيرهما
د/ عوامل أخرى ويدخل فيها المتغيرات ذات الأثر على التخطيط والخطة وملائمة الظروف الداخلية بصورة مناسبة من توفر الموارد وغيره من الأمور الأساسية.ويقدر ملاءمة هذه العوامل بقدر ما يتحقق من مردود عال من التخطيط الفعال لاختيار الاستراتيجياات
 المخطط الفعال: ويعتبر الفرد الذي يقوم بالتخطيط من أهم مقومات عملية التخطيط ، لذلك يجب أن يتصف بمجموعة أساسية من الصفات ومن هذه الصفات:
أ/ الالتزام بالقيم والمبادئ .
ب/ العلم المتخصص .
ج/ اتساع دائرته المعرفية .
د/ حسن التوقع .
هـ/ المعرفة الكافية بأسس عملية التخطيط .
وهذا يلزم تحقيق إجماع الآراء والالتزام الأهداف والاستراتيجيات من جانب العاملين الرئيسيين ، مع واقعية خطط العمل والجداول الزمنية والموارد والاتفاق عليها من جانب جميع المعنيين وكذلك فهم واضح للأدوار والمستويات اللازمة لأداء المهام المطلوبة .
إن المخطط الاستراتيجي الفعال يحتاج إلى نظام متابعة دقيقة لتنفيذ المهام بما يتفق مع الاستراتيجية الموضوعة وتوقيتاتها وكذا التجاوب مع المتغيرات والدروس المستفادة التي تبرز من خلال التنفيذ. إن النظام الدقيق للتنفيذ يحتاج أيضاً إلى نظام لتقييم خطوات التنفيذ أثناء القيام بها على نحو يؤدي إلى اتخاذ ما يلزم من تصحيحات لضمان تحقيق النتائج المرجوة ، هذا إضافة إلى نظام تقييم نهائي لقياس مدى تحقيق المشروع للأهداف الموضوعة له .
العامل العسكري
ينظر الكثيرون إلى درجة الاستعداد العسكري على أنه المظهر الرئيسي لقوة الدولة وهو بمثابة الاداة التنفيذية و يرتبط مستوى الاستعداد العسكري بعدة عوامل:

1
ـ التقدم التكنولوجي في إنتاج الأسلحة و في وسائل جمع المعلومات
 .2ـ القدرة على التخطيط الاستراتيجي و الذي يتفق و طبيعة مشكلة الأمن القومي التي تواجهها الدولة
.3ـ مدى كفاءة القيادات المسؤولة عن عمليات التخطيط الاستراتيجي
4ـ مدى كفاءة التدريب و كذا مستوى القدرة القتالية للقوات المسلحة في الدولة .
5ـ مدى القدرة على حشد طاقات الدولة و إمكانياتها بالسرعة الواجبة و في الظروف التي تضطرها لإجراء تعبئة شاملة لقواتها
. ـ العامل التكنولوجي:
   أدخل العامل التكنولوجي ثورة كلية على العلاقات الدولية حيث أضحى أهم ميزان في العلاقات الدولية بين عالم متقدم و آخر متخلف ، كما أدخلت الثورة التكنولوجية أساليب جديدة في الإنتاج و ساهمت في زيادة القدرة الاقتصادية للدول و طورت أساليب الزراعة و ضاعفت من مردوديتها و بصفة عامة تهيأ التكنولوجيا أكفا الوسائل لاستغلال الإمكانيات الطبيعية ، المادية و البشرية المتاحة للدولة كما أن التقدم التكنولوجي يزيد من القوة العسكرية حيث أصبحت تقاس بمدى قدرة الدول في إنتاج الأسلحة و في جمع المعلومات .كما تنعكس على العامل السكاني من حيث ترقية كيفه و كذا من حيث أنها تضبط أكثر فأكثر القياسات الكمية للسكان و تساعد في عملية الإحصاء ، ومن ناحية أخرى أثر العامل التكنولوجي على الدبلوماسية و أضحت ميكانيزمات اتخاذ القرارات على مستوى الدول و المنظمات أكثر وضوحا .
العامل التنظيمي:
إذا كان العامل التنظيمي يعني مباشرة المؤسسات الدستورية للدولة فإنه في الوقت نفسه يتوزع على مجموعة من المتغيرات مرتبط بالجوانب المعنوية للدولة
 .أ ـ العامل الإيديولوجي : هي منظومة من التصورات و الأفكار و الأوهام و المفاهيم التي تميز مجتمع ما . و لا يجوز للمحلل إغفال العنصر الإيديولوجي كعنصر تفسيري للظواهر الدولية فالإيديولوجية هي المحرك الرئيسي للسياسات الخارجية للدول لأنها تمثل اختلاف البيئات و الأفكار و المعتقدات المؤثرة على صناعة و اتخاذ القرار
 .ب ـ الروح الوطنية للدولة : الوحدة الوطنية هي تكامل الجماعة المشكلة للدولة تكاملا يسقط عنها أسباب التصادم المؤدي إلى الضعف ، و الوحدة الوطنية تتجسد أساسا في الدولة و هي الطريق المؤدي لرفع الروح المعنوية للدولة التي بدورها تشكل أحد الركائز التي ترتكز عليها قوة الدولة
.
ج ـ الاعتبارات المتعلقة بكفاءة الأجهزة السياسية و الدعائية و الدبلوماسية للدولة : تتوقف كفاءة الأجهزة السياسية للدولة على الاستقرار السياسي و على شكل النظام السياسي كدبلوماسية الدولة التي يقع عليها عبء تجميع هذه العوامل الطبيعية و الاجتماعية في كل واحد متكامل لكي تتحرك به في الطريق إلى تحقيق أهدافها الخارجية و ذلك بالأسلوب الدبلوماسي في زمني السلم و الحرب
.
د ـ شخصية و سلوك رجل الدولة : هو عامل يقوم أحيانا بدور بارز في تقرير الأهداف القومية للدولة و شخصية القادة السياسيين ، و المسؤولين ، كما يؤثر أيضا في قوة الدولة حيث نجد أن التغير في أنماط القيادات السياسية الحاكمة ينتج في أغلب الأحيان تغيرات هامة في الاتجاهات الخارجية للدولة و في بعض الحالات يكون نفوذ القائد السياسي و تأثيره على السياسة الخارجية مطلقا
خطوات وضع الاستراتيجية
إن عملية التخطيط الاستراتيجي واختيار الاستراتيجية الافضل حتى تتم في سياق منطقي تحتاج إلى خطوات أساسية وضرورية يمكن تحديدها في الآتي:
أ/ توفير نظام جيد للمعلومات.
ب/ التعرف على السياسة العامة للدولة.
ج/ حصر وتحديد الاحتياجات وتحديد الإمكانيات.
د/ وضع الأولويات .
هـ/ تحديد المشروعات وإعداد الدراسات الخاصة بها.
و/ وضع الخطة السنوية والخطط الفرعية.
ز/ وضع البرامج الزمنية للتنفيذ.
ح/ مراجعة الخطة الاستراتيجية .
ط/ تدبير التمويل اللازم للتنفيذ طبقاً للبرامج الزمنية .

القواعد الأساسية لعملية لعملية إختيار وتنفيذ الاستراتيجية :

   لكل عمل قاعدة أو مجموعة من القواعد تساعد في توضيح المتطلبات الرئيسية لتنفيذ ونجاح العمل وبالتالي فإن عملية تحديد الاستراتيجية تحتاج لقواعد أساسية لضمان نجاحها عليه يمكن تلخيص اهم هذه القواعد في الاتي :
أ/ التخطيط يأتي أولاً ويقصد به أن الوظائف الإدارية المقصود منها المساعدة في تنفيذ الخطة وبالتالي فلابد من التخطيط أولاً وإعداد الخطة وعلى ضوء ذلك تكون كفاءة وجودة ونجاح الاستراتيجية الافضل
ب/ الالتزام لابد من الالتزام بالأسس والخطوات الصحيحة للتخطيط الاستراتيجي ومن ثم الالتزام بما وضع فالخطة تستنفذ جهداً ووقتاً وتكلفة ، فلابد من مداومة المحافظة على هذا الجهد بالالتزام بما أسند إليه والالتزام الجاد بتنفيذ الاستراتيجية
ج/ المعلومات الصحيحة : إعداد قاعدة دقيقة للبيانات وهذا عنصر مهم من عناصر اختيار ووضع الاستراتيجيات وهو تجميع المعلومات الصحيحة والدقيقة وتكوين الفروض والاحتمالات المنطقية حتى تساعد في تحقيق النجاح
د/ التلازم : ويعتبر التخطيط الصحيح عنصراً اساسياً في نجاح عملية الرقابة بوضعها لمعايير رقابية دقيقة وصحيحة ، وكذلك تعتبر عملية الرقابة عنصراً مساعداً مهماً لتنفيذ الخطة الاستراتيجية والسير الصحيح بها فهناك تلازم وتكامل بينهما.
هـ/ المشاركة : إن مشاركة الأفراد المنفذين والمساهمين في وضع الاستراتيجية يكون من أهم الأمور في حدوث الفعالية للخطة فهو ادعى لقبولهم لما فيها واقتناعهم وحماسهم لتحقيقها.
د/ التنسيق : إن من أهم أسباب نجاح عملية التخطيط والتي يجب مراعاتها هي حسن التنسيق بين الجهات التي تشارك في تنفيذ الخطة وبين الخطط الرئيسية والخطط الفرعية.
ز/ الرجل المناسب في المكان المناسب . التخطيط الاستراتيجي قضية رابحة من حيث المبدأ ، تحتاج أن يقوم على تنفيذها أفراد على كفاءة للأدوار المطلوبة ويتم اختيارهم وفق الاحتياج ، فلابد من مناسبة الأفراد الفاعلين بالخطة للأدوار المنوطة بهم.
ح/ الوضوح : لابد أن يكون هنالك وضوح تام ومعرفة كاملة بالأهداف والسياسات للمستويات التي يتم التخطيط لها لجميع الأفراد القائمين بالتخطيط والتنفيذ للاستراتيجيات .
ط/ رقابة فعالة : لابد من ان تكون هنالك رقابة علي عملية تنفيذ الاستراتيجيات في جميع مراحلها ومستوياتها .

ثانياً : الجانب التطبيقي الخطة العشرية الشاملة للسودان ( 1992 ـ 2002م )

تختلف هذه الأستراتيجية عبر البرامج والخطط التى تسبقها من حيث الأتي

اولاً : خطة أصيلة كبرى لتسخير طاقات المجتمع المبدعة كلها والإعتماد على الذات وتستند عليها جميع الخطط الاستراتيجية التي جاءت بعدها .
ثانيا ً: حركة المجتمع الواسع للتخطيط لنفسه ونسبة حركة الدولة وأجهزتها
ثالثاً : تهتم لأول مرة بالإنسان بكل ابعاده كمحور إنساني تدور حوله الخطط والبرامج .
رابعاً: حددت أهداف كمية ونوعية واضحه أنبنى عليها التخطيط ورسمت إطار زمنياً معلوماً يتم فيه الإنجاز
.خامسا ً: تمتاز عن غيرها من الخطط بإتساق برامجها وخططها في القطاعات المختلفة وفق منظومة جامعة واحدة موحدة تربط الإصول الحاضر والمستقبل. ولقد كان التصور العام للاستراتيجية القومية الشاملة للسودان للعشر سنوات (1992 ـ 2002م) مبنية على خمسة محاور رئيسية :
أولاً: "أنها البداية الشاملة للتأصيل للنهضة الفكرية والتنمية التعاونية ، وتحريك المجتمع وتعبئة قواه في إطار ثوري حر ، يفجر الطاقات ويستنهض الهمم
ثانياً : "تخطيط شامل يستوعب كل قطاعات المجتمع السوداني في اتساق وتناغم لتحقيق النهضة الكاملة والطفرة الكبرى
ثالثاً : خطة شاملة للتوظيف الأمثل لمجمل الموارد والطاقات التي يذخر بها الوطن.
رابعاً : خطة طموحة تحي الأمل وتجدد الثقة في إمكانيات هذا الوطن المعطاء وترسم صورة لما يمكن أن يبلغه بجهد أبنائه إذا ما احكم التخطيط ، وصدق العزم وعلت الهمة وجود العمل
خامساً : خريطة هادية للتحول الحضاري نحو المجتمع الذي نصبو إليه ، مجتمع الحرية والعزة والمتعة والرفاهية والقيم الفاضلة
لقد هدفت الاستراتيجية القومية الشاملة للسودان (1992 ـ 2002م) لتحقيق الآتي:
1. تفجير طاقات المجتمع المبدعة كلها والاعتماد على الذات .
2.التخطيط لحركة المجتمع الواسع وليست على حركة الدولة وأجهزتها  البيروقراطية المحدودة.
3. الاهتمام بالإنسان كمحور أساسي تدول حوله الخطط والبرامج.
4. التخطيط لأهداف معينة في إطار زمني معلوم يتم فيه الإنجاز .
5. اتساق برامجها وخططها في القطاعات المختلفة وفق فلسفة جامعة تربط الأصول بالحاضر والمستقبل وتصل الدنيا بالآخرة.
        هذا يقودنا إلى تحديد خصائص معينة للاستراتيجية القومية ، وتتمثل أهم الخصائص في الإيجاز الآتي
1.وسيلة لتحقيق الأهداف فهي متغيرة ومتطورة .
2. تمثل علاقة عضوية بين مختلف القدرات والإمكانيات.
3. اعتمادها على نهج التحليل النقدي للواقع.
4.الاعتماد الأساسي على أكبر قدر من المعلومات وتحليلها.
5. تحقيق الأهداف السياسية التي تسعى لها.
6.لكل دولة أسلوب ونظرة مغايرة في التخطيط الاستراتيجي مما يجعل لكل دولة استراتيجيتها الخاصة بها .

     ولما كان التخطيط الإستراتيجي لاينطلق من فــراغ بـــل علي فلسفة ورؤية واضــحة فقد إستهدت الدولة في ذلـك بمؤتــمر الســــلام والمؤتمرالإقتصــادي والمؤتــمر الإجتــماعي وثــورة التــعليم ومــا خـطــــط فى مجـــال العـــلاقــــات الخارجيــــة والإعـلام والتـقانة والخـدمات وقضايا المــرأة والطــفولـة والشــباب والرياضــة والنــازحــين والعــدل والإصــلاح القانوني والنظام السياسـي الجديد وتأسيساً علي هذا وإعتماداً عليه حددت هذه الإستراتيجية الغــاية القـوميـة والإهــداف القومية على الوجه التالي:

الغاية القومية:

  
أن الغاية القومية التي تسعي الدولة لتحقيقها هي تأسيس نهضــة حضـــارية شاملة تُمــكن السودان من تحقيق ذاتيته وإشاعة الحريــات لأهله والإرتقاء بحياتهم وتحقيق المنعه التى تصون الوجود والقيم
وتقوم هذه الغاية علي المرتكزات الآتية :
القيم الفاضلة: ويقصد بها المعتقدات القومية الراسخة فى الدين والعقيدة والأعراف الحميـــدة والخـــلق القويــم والتراث القومي والثقافة الوطنية.
العزة : ويقصد بها الحرية بمعناها الشـــامل بما يـــحرر الإرادة الــوطــنية ويحــقق كرامــة الوطــن والمـــواطن
الحرية : ويقصد بها الحرية بمعناها الشامل بما يحرر الإرادة الوطنية ويحقق كرامة الوطن والمواطن.
الرفاه: ويقصد به تحقيق مستوى متقدم من الحيــــاة الطيــبة للمواطنين يؤكد حقوقهم الإنسانية والإجتماعية ويلى حاجاتهم الإنسانية ويرضى التطلعات العليا للأمة.

الأهداف القومية

أن الهدف المنشود هو تحقيق الأمن القومي الشامل وفق المرتكزات الآتية
 
أ_ أهداف إجتماعية :-
أن يكون السودان خير مجتمعات العالم للناس ديناً وخلقاً وثقافة ومعاشاً وبيئه , وأن يكون المجتمع مستقلاً عن السلطة في معظم حاجاته وسابقاً عليها فى مبادراته .
ب- أهداف سياسية :
أن يكمل السودان الإنتقال الي مرحلة الشرعية الدسـتورية وفـــق منهـــج شوري ديمقراطي ، ثوري وفعال ، وتحقيق السلام وتحقيق وحدة الوطن والمجتمع وتطبيق الحكم الإتحادي وإقامة النــظام السياســي الجديد.
ج- أهداف عسكرية وأمنية
تطوير قدرات الدولة الدفاعية بما يُمكنها من حماية أمنها وتحقيق الطمآنينة وبسط العدل للمواطنين .
د- أهداف السياسة الخارجية
أن يكون القرار السياسي أصيلاً متحرراً من الضغوط الخارجية وتكون القوى الدبلوماسية القدرة علي تنفيذ السياسات وخدمة مصالح البلاد وأن يكون السودان ذا فاعليه سياسية وعلاقات وحدوية وتكاملية فى كلا المحورين الأقليمي والدولي.
ه- أهداف إقتصادية
تُمكن السودان من تطوير قدراته الإقتصادية بما يجعله في طليعة دول العالم النامي.
و- أهداف علمية وتقنية
يمتلك السودان المقدرات الأساسية في مجال التقانة والعلوم والتأهيل والتدريب التى تمكنه من تحقيق الطفرة

مكونات الإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م )

جاء التصور النهائي للإستراتيجية القومية الشاملة فى اثنى عشر قطــاع يحتــوي كــل قطاع عدة إستراتيجيات تفصيلية كالآتي

أ- إستراتيجية قطاع التنمية الإجتماعية:
استراتيجية الأخلاق والرقى الإجتماعي .استراتيجية الرعاية الإجتماعية. استراتيجية رعاية الطفولة .ستراتيجية الشباب. استراتيجية المرأة . استراتيجية التكافل. استراتيجية العمل الطوعي والخدمي.
استراتيجية التنمية الصحية. استراتيجية التعليم العام استراتيجية التعليم العالي. استراتيجية التخطيط العمراني والإسكان استراتيجية تنمية السياحة. استراتيجية الرياضة . استراتيجية البيئة.
ب- إستراتيجية قطاع تنمية الموارد البشرية:

استراتيجية السكان.استراتيجية الخدمة العامة.استراتيجية التدريب.استراتيجية الإحصاء.استراتيجية قطاع الثقافة والإعلام :استراتيجية الإحياء والإشعاع الثقافي.استراتيجية الإعلام .استراتيجية قطاع العلوم والتقانة تعتمد هذه الإستراتيجية علي ست وسائل للتنفيذ وهي:
-       وسيلة المعلومات.
-       الوسيلة البحثية.
-       الوسيلة المؤسسية.
-       الوسيلة البشرية.
-       الوسيلة التشريعية
-       .الوسيلة العادية
.
أستراتيجية قطاع السياسة والنظام العدلي
-       :
الحكم الإتحادي.
-       النظام السياسي.
-       العمل النقابي والفئوي
-       .النـــظام العدلي
-       .السلام.

استراتيجية قطاع الأمن والدفاع
-       :استراتيجية الأمن والدفاع.
-       استراتيجية الشــرطة
.الإستراتيجية الإقتصادية
-       برنامج الأولويات والسياسات.
-       السياسات المالية والإقتصادية
-       الإستثمار.
التمويل.
التجارة.
التأمين .
استراتيجية قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية

ملخص تقيم الاستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م )

ماتم تحقيقه من انجازات واضحة في مجالات الترابط الاجتماعي والتعليم والصحة والمياه والطرق و الإتصالات والطاقة والتصنيع والقطاع الزراعي والحيواني وفي القطاعات الامنية والخدمية لاتخطئه العين المجردة والذي تم في ظل أداء اقتصادي تميز بالنظرة الكلية المستقبلية.

    إن الإستراتيجية قد لازمتها بعض العثرات والتي تمثلت في ضمور نسبة الأداءفي بعض قطاعاتها الا ان ذلك امر طبيعي. وقد تكون احدى اسباب التعثر هو الطموح الزائد والرغبة في تجسير الفجوة عند صياغة الاهداف الكمية للاستراتيجية وما لازم إنفاذها في ضمور في الاهداف ومتغيرات ناتجه عند حرب الجنوب والاستهداف الخارجي آليات التنفيذ والمتابعة لكونها اول تجربة حقيقية في صياغة استرتيجية عشرية.

    وبالرغم من ذلك فأن ماتم انجازه بكل ما آحاط الاستراتيجية من عقبات يعد نقله كبيرة في العطاء والهمة ونكران الذات والذي سيمهد لاستراتيجية قادمة تسخر لها الهمم وتوفر لها الأمكانات لتحقيق المزيد في كل ساحات العمل .ونركز هنا على الجانب السيادي باعتباره الركيزة الحقيقة للتنمية , حيث لا تنمية الا في ظل السلام والأمن وقد ظهر ذلك في الاتي:
أ. القوات المسلحة
اهتمت الاستراتيجية بالنظام الامني تخطيطا وتسليحا وتدريبا بالاضافة الى ادخال البعد الشعبي في فلسفة الامن بقيام الدفاع الشعبي وتنشيط الخدمة الوطنية.الإهتمام بالتصنيع الحربي لتأمين إحتياجات البلاد من المهمات العسكرية.
.تأهيل المستشفيات بالسلاح الطبي وتزويده بأحدث الأجهزة علي المستوي الولائي والإتحادي.
 
إنشاء مصانع أدوية خاصه بالقوات المسلحة..توفير الحماية والتأمين الإجتماعي لأفراد قوات الشعب المسلحة عبر شركات التأمين الإجتماعي.
ب- الأمن الخارجي:
تسوية العديد من الخلافات مع دول الجوار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية والدول الأفريقية كاثيوبيا وارتريا ويوغندا دفعاً لتطوير العلاقات مع السودان .كشف النشاط الخارجي للمعارضة وحركة التمرد منعاً للإختراق الأجنبي.

.
الترويج للإستثمار بالتنسيق مع الأجهزه المعنية وذلك بتوفير المعلومات عن الشركات التي تسعي للإستثمار في السودان أهتم الجهاز بالتقنية والمعلومات في مجال داول وحفظ المعلومات وإنشاء شبكة معلومات فنية.أحكام التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخري.

ج. قوات الشرطة
مراجعة القوانين واللوائح والبناء التنظيمي علي ضوء مستجدات الدستور .مراجعة قانون الأجراءات الجنائية والتصدي لظاهرة الإرهاب وتأمين المنشأت.قيام جامعة الرباط الوطني.مراجعة مناهج التدريب وتأهيل المؤسسات التدريبية.الأهتمام بالأنشطة المختلفة المتعلقة بالتدريب والتاهيل والتوسع فىي مجال السجون والدفاع المدني والجمارك والحياة البرية.
إدخال البعد الشعبي في العملية الأمنية وقيام الشرطة الشعبية.ترسيم الحدود مع تشاد وافربقيا الوسطي.تمت الإتفاقيات علي عودة اللاجئين الاثيوبيين والارتريين واليوغنديين والكنغوليين لبلادهم.مع كل هذه الإنجازات ألا أن الإستراتيجية إفتقدت بعض الجوانب المهمة وهي:

انها لم تُقيم الوضع الراهن في ذلك الحين لمعرفة مصادر القوة والضعف والفرص المتاحة والمهددات.
  لم تخرج برؤية.
2 ـ لم تعد رسالة.

    انها جاءت فى معظمها وصفية وليست كمية يمكن قياسها.تنزل الي برامج عمل حيث كانت راسية ولم تنبع من الأرض.لم يكن هنالك جسم للمتابعة بل لجنة.تم تقسيم الخطة الي اربعة مراحل سنة اساس ثم ثلاث فترات لكل ثلاث سنوات.لم يكن هنالك إجتماع سنوي للتقييم. لم توضع ميزانيات سنوية للتنفيذ بل متطلبات. جرى اتباع النهج العلمي المتعارف عليه في التخطيط الإستراتيجي بإنشاء مؤسسات ترعي التخطيط الإستراتيجي إعداداً وتنفيذاً ومتابعة ، وإشراك كل فعاليات المجتمع ومؤسساته الرسمية والشعبية في الإجماع علي الرؤية الكلية، مما شكل نقلة نوعية وضرورية إلي الإستراتيجية القومية ربع القرنية


                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق