الجمعة، 29 أغسطس 2014

الشعوب النامية وازمة الوعي السياسي


أن الوعي السياسي يشكل بحد ذاته موضوعا مهما في الفكر السياسي من حيث تاثيره في الإحداث السياسية ومعطياتها، بل ويعد الوعي السياسي ضرورة حياتية في مجتمعات الشرق الاوسط في الفترة الراهنة، فاليوم تعيش هذة المجتمعات فترة من الجمود الفكري والمعرفي، بالرغم من وجود الكثير من النظريات في منطقة الشرق الاوسط إلا أن التطبيق ظل أمرا موجودا في الخيال فقط وظل أمرا مرهونا بعقلية الافراد في الشرق الاوسط وافريقيا والعالم العربي الذي أصبح الاستبداد والطغيان يشكل جانبا من نفسيتهم وتعاملهم اليومي بل وتعد السلطة الدكتاتورية وقهر الفكر والراي المخالف أحدى العناوين الرئيسية في بلدان المنطقة.
لم تعد الشعوب تهتم كثيرا بالانفتاح السياسي والمشاركة السياسية وصنع القرارات السياسية التي تعد من موضوعات الوعي السياسي، فالاهتمام اليوم موجة نحو القضايا الثانوية والبسيطة ، حيث نرى اهتمام جيل التغيير الذي يتمثا في الشباب موجها الى الكرة والملاعب والأفلام والكليبات والأغاني وهنا لانقصد الاستهانة بهذة الامور بقدر ما ننوي ترتيب الاولويات، حيث يجب أن يكون هناك دعوات شبابية بتشكيل الجمعيات والنقابات والنوادي تكون وظيفتها نشر التوعية ألسياسية بين الأوساط العامة، أو الدعوة للنهوض بواقع الأمة المتردي الذي تمر من مرحلة إلى اخرى من حيث التخلف والجمود حتى باتت تنتظر الخارج لإحداث التغير في الداخل.
ونظرا لأهمية الوعي السياسي إذا ما توفرت مفاهيمه بصورة علمية وأكاديمية بين المواطنين من حيث تاثيره في القرار السياسي في المجتمع، وتحويل الراي العام الشعبي إلى قوة ضغط على ممارسات وتصرفات الحكومات فالوعي السياسي يساعد الافراد على تحليل الواقع السياسي المحلي والدولي تحليلا أكاديميا بعيدا عن الشعارات والنظرة العاطفية، فاليوم نحن بحاجة إلى نظرة المحلل حول القضايا السياسية التي تحدث في بيئتنا اليومية ولا نحتاج إلى نظرة المشاهد السطحية التي تفتقر إلى الأسس العلمية والواقعية حول الإحداث السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق