الثلاثاء، 24 مارس 2015

الإنسان وفلسفة الوجود


يأتي اﻹنسان إلى الحياة وهو غير مستعد للوجود فيها ثم يذهب عنها وهو غير مستعد لﻷخرة ﻷن قرار وجود اﻹنسان في الحياة و ذهابه هو قرار لا إرادي تتخذه سلطة تعلو على قرارات اﻹنسان الذاتية لذلك عندما يولد الطفل فإنه يبكي ويصرخ تعبيرآ عن رفضه لهذه الحقيقة ومن هنا أصبح البكاء والصراخ أول الطرق التي يستخدمها اﻷفراد لتعبير عن اﻷشياء التي لا يرغبون فيها .
لم يقف اﻹنسان مكتوف اﻷيدي أمام فلسفة وجوده الﻷ إرادي في هذا الكون عندما أدرك إن قضية وجوده في الكون أصبحت واقع وحقيقة حتمية شاء اﻹنسان أو أبا لنقف قليﻵ. ! ! ! !
فكيف كان سيكون حال الكون إذا لم يوجد اﻹنسان ؟.
وكم عدد اﻷفراد في الوجود إذا كان بمقدور اﻹنسان إن يقرر برغبته وجوده أو عدم وجوده ؟.
لماذا يقف اﻹنسان عاجزآ عن معرفه طبيعة الوجود ونماويس الكون وأسرار اﻹستخلاف وغاية الحياة ؟.
تستمر تساؤلات اﻹنسان حول ذاته و وجوده و ما بين هذه التساؤلات أصبح واجبآ على اﻷنسان تخطئ واقع الوجود والنظر في فلسفة ما وراء اﻹنسان و مرحلة ما بعد الإنتخاب الطبيعي الذي فرضته قوى الطبيعة وفي هذا الرحلة اﻹستكشافية لمعرفة وتحليل فلسفة الوجود سلك اﻹنسان مسلكين متضادين :
مسلك التأقلم ومسلك اﻹكتشاف وتتضح حقيقة حتمية تقف في بداية اﻹتجاه اﻷول - مسلك التأقلم - وتنتهى في خواتيم اﻹتجاه الثاني - مسلك اﻹكتشاف ما بين هذين المسلكين تبرز حقيقة تناقض اﻹنسان في تفسير وجوده و تخطئ ما وراء اﻹنسانية .

في مسلك التأقلم أصبح اﻹنسان يعيش حياته بصورة حتمية لا إرادية جاهﻵ لحقيقة وجوده و مؤمنآ بوجوده في ذات الوقت وهو متأقلم مع هذا الوضع الﻷ إرادي وهي مرحلة اﻹنسان الﻷ هوتي - من منظور فلسفة أطوار الفكر البشري - فأصبح اﻹنسان يأتي إلى الحياة - فلسفة الوجود - وهو جاهل بها ويغادر الحياة - فلسفة الموت والفناء - وهو أكثر جهﻵ بها فما هي حقيقة وجود اﻹنسان بين فلسفة الوجود و الﻷ وجود.
وفي المسلك الثاني مسلك اﻹكتشاف علم اﻹنسان بإن له مقدرات يستطيع من خلالها إكتشاف ما حوله ومعرفه جوهر وحقيقة وجوده وهنا استطاع اﻹنسان إن يكتشف القراءة والكتابة و الزراعة والصناعة وكل اﻹشياء التي إكتشفها اﻹنسان ولعل المشكلة تكمن في مدى قدرة إكتشافات الإنسان على إجادة تفسير لماهية الكون والوجود فهل تستطيع هذه اﻹكتشافات إن تحد من ظاهرة وجود اﻹنسان في نماويس الكون بصورة لا إرادية ! ؟ .
ولما عجز اﻹنسان عن معرفة طبيعة وغاية وجوده كان بإمكانه إن يحل كل مشاكل الكون والوجود بما فيها القدر
ولكنه إنسان جاء به القدر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق