الثلاثاء، 24 مارس 2015

الانتخابات السياسية مدخل فلسفي


على إمتداد تاريخ الوجود الكوني كان ولا زال اﻹنسان يعاني من اﻹستبداد ويسعي إلى السلطة ويتطلع إلى الحرية ومابين هذه المتناقضان الثلاثة برزت عدد من الطرق والنظريات و اﻷساليب التي حاولت جاهدة لتوفيق يين اﻹستبداد والسعي إلى السلطة والتطلع إلى التحرر وكانت طريقة اﻹنتخابات هي أهم الطرق التي وجدت قبوﻵ من معظم المجتمعات ﻷنها تختار الحاكم و تحدد صلاحياته ومدة حكمه.
الحكومات مثل اﻷدوية إذا لم تعرف تاريخ إنتاجها ومدة صلاحيتها فإنها حتمآ ستكون فاسدة ومن هنا إستلزم اﻷمر إن تكون هذه اﻹنتخابات " دورية ومستمرة " وقد كانت الديموقراطية - كنظام سياسي - و اﻹنتخابات السياسية - كطريقة ﻹختيار الحكومة - تتم بصورة ثلثة و كانت أكثر شفافية و عدالة ولعل أهما هو ذلك النظام الذي كان يعرف باسم الديموقراطية المباشرة أو البسيطة التي نشأة في المدن اليونانية القديمة .
وقد إستطاع - الساعون وراء السلطة والنفوذ - من تحويل اﻹنتخابات السياسية كطريقة ﻹختيار السلطة السياسية إلى طريقة لسيطرة على المجتمعات وهذا بدوره أدى إلى زيادة نطاق الديموقراطيات المستنسخة و قدرة السياسين على الغش والخداع وقابلية المجتمعات لتأييد والتصديق ودور الدعاية السياسية كوسيلة للتبرير .
بالرغم من هذه الحقيقة يعتقد السياسين إن الدموقراطية هي أفضل نظام للحكم وإعتبار اسلوب اﻹنتخابات أنسب طريقة لقياس مدى تطور المجتمعات و وعيها إﻷ إن الواقع يبرهن مدى إكزوبة هذه اﻹطروحة فالمجتمعات التي تؤمن بإنتخابات محصورة اﻷشخاص معلومة النتائج مكلفة اﻹقتصاد هل هي مجتمعات وآعية ؟.
إن إنسان عصر الهيمنة السياسية ومواليد برج الديموقراطية أصبح يعيش في حالة تتأرجح بين ثلاثة قوى: بين قوى الذات التي يجب إن تتحقق ، وقوى الطبيعة التي تدمر ، وقوى السلطة السياسية التي تنتخب ففي الوقت الذي تصبح فيه اﻹنتخابات السياسية وسيلة لتوفيق بين هذه القوى الثلاثة يمكن للمجتمعات إن تسمى نفسها مجتمعات وآعية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق