الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

اسباب الهجرة والاغتراب في الدول النامية ( مدخل نظري )



تتعدد وتتنوع أسباب الهجرة والاغتراب في الدول النامية ولكنها تتجمع كلها لتدل على وجود بيئتين: الأولى طاردة والثانية جاذبة يترتب عليها حركة السكان من البيئة الطاردة إلى البيئة الجاذبة ويدل التحليل النفسي الإجتماعي لهذه الحركة على وجود بعض العوامل في البيئة الطاردة التي تحدث في نفس المهاجر شعوراً داخلياً ينفر بسببه من بيئته الأصلية ويدفعه للبحث عن بيئة جديدة يتوقع أن تكون ظروف الحياة فيها أفضل من الظروف التي يعيش في ظلها في موطنه الأصلي وتشير بعض الدراسات إلى إن المهاجرين يهاجرون للعمل ، بجانب الأسباب الأخرى وعليه يمكن إستعراض أهم أسباب الهجرة في الأسباب الأتية :
أولاً : الحصول علي فرص للعمل :
إن من أهم العوامل الدافعة للهجرة عدم وجود فرص عمل مناسبة بدخول تتناسب مع إرتفاع مستوى المعيشة ، فإن الكثير من الشباب المهاجرين إضطروا إلى الهجرة بعد أن أعياهم البحث عن فرصة أفضل للمعيشة والعمل، لذا فإن نسبة كبيرة من الأفراد تهاجر بغرض الحصول علي وظيفة خصوصاً إذا كانت هنالك روابط مشتركة فالهجرة تتأثر بعاملين: الاشتراك في اللغة وقرب المسافة الجغرافية، بالإضافة إلى توقع الزيادة المحتملة في دخل المهاجر.
ثانياً : إنتشار البطالة :
يزيد معدل البطالة بين الشباب المتعلم؛ إذ يلاحظ أن البطالة بين الأميين أقل منها بين المتعلمين، وهي أقل بين حملة الشهادة الإبتدائية، عنها بين حملة المؤهلات الثانوية والجامعية وقد أثبتت أحدى الدراسات إن من أسباب الهجرة شيوع البطالة ، حيث ان معظم المهاجرين كانوا يعانون من ، البطالة (الإختيارية أو الإجبارية أو المقنعة ) أو أنهم توقعـوا حدوث البطالة ، وخاصة فئتي الحاصلين على تعليم متوسط أو جامعي أو الرغبة في الحصول على دخل أعلى ،وذلك بسبب قلة العائد من العمل الحكومي ، أو حيازة ملكية محدودة من الأرض الزراعية ومقارنة الدخل الناتج من الهجرة إلى البلاد العربية بالدخل الذي يحصل عليه من المهاجرون من إيطاليا بصفة خاصة .
ثالثاً : خصائص الدول المتقدمة 
حرية ممارسة المهنة في بلاد المهجر وتوافر ما يحتاجه الباحث من إستقرار والبحث العلمي من مواد مختلفة وأجهزة متكاملة .
مستوى الدخول المرتفعة في الدول المتقدمة التي تدفع بالكفاءات العلمية العربية بالهجرة إلى الخارج لتحقيق مستوى معيشي لائق ومقبول لها ولأسرتها وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض الدول العربية مثل الدول الخليجية تتوافر فيها دخول مرتفعة إلا إن الكفاءات تهاجر لأسباب أخرى .
الحرية الأكاديمية والديمقراطية, وحرية الرأي والإهتمام بالباحث والبحث العلمي .
التقدم العلمي والإستقرار السياسي والجو الديمقراطي وحرية الرأي. 
الرغبة والآمال في استخدام المعدات الحديثة والمتطورة ومتابعة آخر التطورات في مختلف المجالات . 
التشجيع الذي تمنحه الدول المتقدمة للبحث والإبتكار وتوفر المناخ الملائم للعمل والبحث .
رابعاً : إنتشارالفقر:
يمثل الفقر عامل طرد أساسي يدفع الإنسان إلى البحث عن منافذ أخرى للكسب، وزيادة الدخل، خارج وطنه، ويزيد إلحاح الخروج لديه النمو المتسارع لإقتصادات الدول الأخرى وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي حققته القارة الإفريقية في رفع مستوى معيشة الأفراد فإن حصة إفريقيا ممن يعيشون تحت خط الفقر (أي من يحصلون على أقل من دولار أمريكي يومياً) ما زالت هي الأكبر حيث يقدر عدد هؤلاء بحوالي 522 مليوناً في جنوب آسيا في عام 1998م، بالمقارنة بما يقرب من 291 مليوناً في إفريقيا جنوب الصحراء، و 278 مليوناً في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ .
إتخذت كثير من دول العالم سياسات وأستراتيجيات مع جهود كبيرة ؛ لخفض نسبة هؤلاء الفقراء إلا إن النجاح كان نسبياً, حيث أشار تقرير لمنظمة العمل الدولية إن 13% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 24 يصبحون عاطلين عن العمل بنهاية عام 2010م, وذلك يعني أن 81.2 مليون من الشبان في سن العمل أصبحوا فعلياً بلا وظيفة
تتوفر بجانب هذه الأسباب أسباب أخرى تدفع بالشخص الي الهجرة يمكن تلخيصها في الأتي :
الحصول علي مكانة إجتماعية مرموقة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ؛ بسبب تحسن الوضع الإقتصادي .
تأثير أجهزة الإعلام و تطور وسائل الإتصال بجميع أشكالها ، هذا يتيح فرصة وإمكانية معرفة طرق ومستلزمات الهجرة إلي الخارج .
صعوبة الحد من ظاهرة الهجرة مع توسع طرقها وأشكالها .
إنتشار شبكات التهرييب البشري وقوة نفوذها وتأثيراتها .
إفرازات العولمة وطبيعة النظام العالمي الجديد .
وعموماً أسباب الهجرة تختلف من شخص لآخر ومن فترة زمنية إلي أخري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق