الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الهجرة والاغتراب واثرها علي تربية الابناء + بالتطبيق على ابناء المغتربيين السودانيين -


الهجرة والاغتراب واثرها علي تربية الابناء + بالتطبيق على ابناء المغتربيين السودانيين
-
عمر يحي أحمد
تستمد دوافع الهجرة والاغتراب من ماضي الفرد المتروك والتتطلعات المستقبلية المرجوه ويبدو ان اثر الهجرة والاغتراب لايقتصر علي الفرد المهاجر فقط بل قد يمتد ليشمل جميع الافراد الذين يعرفهم والجوانب التي تكونه خصوصاً الابناء ويتضح ان الابناء الذين يتأثرون بالهجرة والاغتراب هم ينقسمون الي ثلاثة فئات :
1. ابناء نشأوا في وطنهم الاصلي ثم هاجروا مع اسرهم .
2. ابناء نشأوا في بلاد المهجر .
3. ابناء تمت ولادتهم في وطنهم الاصلي ولم يهاجروا مع اسرهم .
ان اثر الهجرة والاغتراب ينعكس علي جميع الفئات سابقة الذكر وعليه يمكن تلخيص أهم أثار الهجرة والاغتراب علي تربية ابناء المغتربيين السودانيين في الاتي:
1. النشوء علي التربية الإمومية أو الأنثوية 
ان الأب المغترب في الغالب يظل مشغولاً بعمله وجمع المال وتظل الام موجودة طوال اليوم في البيت وهذا يترتب عليه تولي الام عملية تربية الابناء لذلك يرى ان ابناء المغتربيين يميلون الي أمهاتهم اكثر من ميلهم الي ابائهم .
2. غياب الامن النفسي 
وهي حالة تنشأ من خلال نشأة الابناء في بيئة غير بيئتهم مع استصحاب الانعكاسات السلبية علي الاب والام الناتجة من مشاق وطبيعة فراق الوطن والاهل .
3. ضياع هويتهم السودانية 
ينشأ ابناء المغتربيين في بيئة متغلبة الأطوار مجهولة الخصائص لذلك يتميز ابناء المغتربيين بالخصائص الاتية :
قلة معرفتهم بتاريخ السودان القديم والمعاصر و بجغرافيا السودان .
جهلهم بعادات وتقاليد السودانيين الاصيلة .
ركاكة لغتهم العربية ولهجتهم السودانية .
4. صعوبة الملائمة .
تحدث صعوبة الملائمة عندما يعود المغترب الي وطنه السودان وهنا يجد الابناء بيئة جديدة لا يعرف عنها الا القليل وتنقصه الخبرة والتجربة لذلك كانت سياسة حكومة السودان لمعالجة هذا الامر بوضع المغتربيين في نطاق جغرافي مخصص لهم وتم بالفعل انشاء ( حي المغتربيين بالخرطوم ) ويبدو ان هذه الفكرة قد اثبتت فشلها اذ ان عدد المغتربيين الذين يسكنون هذا الحي لا يتجاوز 20% فقط .
5. الجانب التعليمي 
ان الهجرة والاغتراب تجعل الافراد فئة او طائفة تخلف عن بقية المجتمع لذا كان ابناء المغتربيين في هذا الاطار يعانون من مشكلتين هما :
الاولي: صعوبة التأقلم مع الطلاب اذ ينظر الي الطلاب المغتربين بانهم ( حناكيس ) ومن جانب أخر ينظر ابناء المغتربيين الي بقية الطلاب بانهم من طبقة دونية .
المشكلة الثانية : وهي اختلاف المناهج التعليمية وطرق التدريس
هذه المشكلة دفعت الدولة الي ان تنشئ لهم مؤوسسات خاصة فتم انشأ ( جامعة المغتربيين ) .
وعموماً أن اثر الهجرة والاغتراب ينعكس سلباً علي الابناء لانهم هاجروا او اغتربوا دون رغبتهم ووجدوا انفسهم في بيئة متغلبة تنقصها أصالة السودان وسماحته كذلك يلاحظ ميل ابناء المغتربيين الي اللهو وحب الغناء والطرب وسوء المظهر او تعاطي السجائر والمخدرات والخمور وجميع اشكال الترف خصوصاً اذا وجدوا اصدقاء السوء بجانبهم وكيف لا يحدث ذلك وان جميع وسائل الترف والضياع متوفرة وهي عربة بلا رقابة مال بلا تعب وهوية غير متأصلة وبوصلة توجه مجهولة المسار .
( وأن من أموالكم واولادكم فتنة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق