الاثنين، 27 أكتوبر 2014

تعلم اللغات الاجنبية والانهزام الحضاري


تعرف اللغة بانها مجموعة من الحروف والكلمات المكتوبة او المقروءة التي يعبر بها كل قوم عن حاجاتهم وتمثل شخصيتهم وهويتهم التي تميزهم عن غيرهم من الجماعات من خلال هذا التعريف يتضح ان لكل قوم او مجتمع او امة لغة تميزها عن غيرها كما يتضح انه ليس من حق أي أمة ان تفرض لغتها علي أمة اخرى .
ان ما نشاهده اليوم من تدافع بين الشباب و الفتيات وجميع فئات المجتمع في العالم العربي نحو اللغة الانجليزية واللغات الاجنبية الاخرى انما يدل علي مدي مستوى الانحطاط الفكري و الانهزام الحضاري والانبهار الوهمي لتلك الشعوب ان اللغة هي هوية كل فرد وهي خاصيته وكينونيته وليس عيب ان يتعلم الناس لغة غيرهم ولكن العيب هو ان تصبح هذه اللغات الاجنبية في المقام الاول ويفتخر بها الانسان ويرى في لغته الاصلية وصمة عار .
ان تتبع التاريخ يدل على ان كل الامم القوية والكبرى وذات القيم كانت تسعى الي نشر لغتها وتقاليدها فالمانيا علي سبيل المثال تعتز بلغتها ولا ترى في اللغات الاجنبية الاوصة عار بل ان كثير من دول غرب اوربا لا يمكن ان تتعامل معك الا اذا كنت تتحدث بلغتها او لهجتها وهذا سبيل وشيم الامم ذات القيمة والاعتزاز ومما يدل على ان مجتمعاتنا العربية علي سبيا المثال قد وصلت الي مرحلة الانحطاط الفكري والانهزام الحضاري هو ان الاستعمار لم يستطيع ان يفرض لغته على الدول ابان فترة الاستعمار بالرغم من ان هذا كان هدفه الاسمى والاول ولكن الان عدد الذين يتحدثون باللغات الاجنبية اكثر من عدد الذين يتحدثون بها في فترة الاستعمار.
عندما تنظر أي أمة او مجتمع الي لغتهم بانها لغة دنيا او هامشية او منخطة ينبغي ان لا يسمح لها بالبقاء فان البقاء لا يكون الا لامة تعرف قيمتها وقيمة لغتها فلماذا لا تفرض اللغة العربية على الطلاب في المدارس والجامعات الامريكيا او اليابانية او الصينية لا ان تعلم اللغات الاجنبية في مفهوم المجتمعات الواعية هو فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين .
ان الحكومات العربية هي حكومات منحطة فكرياً ومنهزمة حضارياً لذلك تحاول اسقاط هذا الفشل على الشعوب التي تحكمها من خلال فرض لغة الدول او القوى الكبرى والمتقدمة في منظورهم بدعوى التطور والتقدم ومواكبة العولمة فخلقت مجتمعات مشوهة لم تستطع ان تحافظ على لغتها الاصلية ولم تتمكن من التحدث بلغة غيرها بصورة صحيحة ولم تتقدم ولا يمكن لاي امة ان تنهض بلغة غيرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق