الأربعاء، 23 أبريل 2014

الحرب الباردة في السودان

إن المتتبع والناظر لحال الوضع السياسي في السودان يجد انه اشبه بحال فترة الحرب الباردة التي بدأت منذ الخمسينيات بين ثلاثة قوي رئيسية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ودول عدم الانحياز فكانت اطراف الصراع هي امريكا والاتحاد السوفيتي اما دول عدم الانحياز فهي وسط بين الاثنين يهمها مصالحهها فقط .
فالان بعد انفصال الجنوب اصبحت هنالك ثلاثة قوي رئيسية في السودان :
1. شمال السودان باحزابه السياسية وقبائله وطوائفه الدينية .
2. غرب السودان ويشمل علي الحركات المسلحة او الثورية او المتمردة او أي من المسميات الاخري
3. شرق السودان ويمكن ان نقتصره في جبهة الشرق .
ويتضح بصورة واضحة ان هنالك صراع بين الشمال والغرب وهو نفس طبيعة الصراع الذي دار بين امريكا والاتحاد السوفيتي فامريكا كانت تري بانها تدعو للديموقراطية و حقوق الانسان والدولة المدنية فيما تدعو قوي شمال السودان لل( الدولة الاسلامية ، المشروع الحضاري والديموقراطية و ووو الخ ) .
اما الاتحاد السوفيتي فقد اختار طريق تطوير برنامجه النووي وترسانه العسكرية ومنهج القوة في التعامل مع امريكا وهو نفس النهج الذي تتبعه الحركات المسلحة في دارفور .
اما شرق السودان بجميع احزابه نجده بعيد كل البعد عن الصراع بين الشمال والغرب وهو يتحدث عن مصالحه فقط والتي تتمثل في ( مشروع اعمار الشرق )
كما يتضح ان الصراع بين امريكا والاتحاد السوفيتي كان حول من يقود العالم ؟
اما الصراع بين الشمال والغرب فيدور حول من يحكم السودان في حين تبرز قضية شرق السودان في التنمية الاقتصادية فقط .
هذا الوضع السياسي المزري والمخجل يعبر ويشير الي مدي فشل النخبة السياسية في السودان ( حكومة ومعارضة ) في التعامل مع مشاكل السودان او ما اسميه انا دائماً ( بمرحلة الابداع في الفشل ) ولكن الحقيقة التي نود ان نقولها هي ان النخب السياسية قد فشلت تماما في حل مشاكل السودان ومما يثير الخوف والقلق وخطورة الوضع هو ان هذا الانقسام يقوم علي اعتبارات قبلية واثنية مزودة بترسانة عسكرية قوية الامر الذي يطرح السؤال حول مستقبل السودان السياسي الي اين يسير ؟
وحسب راي الشخصي اتوقع حدوث حرب اهلية عرقية عسكرية داخل السودان حسب المعطيات الحالية ولكن يمكن ان يحدث غير ذلك فالسياسة اصبحت تعني فن الممكن والمستحيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق