الخميس، 24 أبريل 2014

أسباب ودوافع الهجرة غير الشرعية


أولاً : أسباب الهجرة :
    تتعدد وتتنوع أسباب الهجرة، ولكنها تتجمع كلها لتدل على وجود بيئتين: الأولى طاردة والثانية جاذبة يترتب عليه حركة لسكان من البيئة الطاردة الى البيئة الجاذبة ويدل التحليل النفسي الإجتماعي لهذه الحركة على وجود بعض العوامل في البيئة الطاردة التي تحدث في نفس المهاجر شعوراً داخلياً ينفر بسببه من بيئته الأصلية ويدفعه للبحث عن بيئة جديدة يتوقع أن تكون ظروف الحياة فيها أفضل من الظروف التي يعيش في ظلها في موطنه الأصلي وتشير بعض أحد الدراسات إلى إن المهاجرين مهاجرين للعمل ، بجانب الأسباب الأخري وعليه يمكن إستعراض أهم أسباب الهجرة في الأسباب الأتية :

أولاً : الحصول علي فرص للعمل :
 أثبتت دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية  ان من اهم العوامل الدافعة للهجرة عدم وجود فرص عمل مناسبة بدخول تتناسب مع ارتفاع مستوى المعيشة ،فإن الكثير من الشباب المهاجرين إضطروا إلى الهجرة بعد أن أعياهم البحث عن فرصة أفضل للمعيشة والعمل، لذا فإن نسبة كبيرة من الأفراد تهاجر بغرض الحصول علي وظيفة خصوصاً إذا كانت هنالك روابط مشتركة فالهجرة تتأثر بعاملين: الاشتراك في اللغة وقرب المسافة الجغرافية، بالإضافة إلى توقع الزيادة المحتملة في دخل المهاجر.

ثانياً : إنتشار البطالة :
    يزيد معدل البطالة بين الشباب المتعلم؛ إذ يلاحظ أن البطالة بين الأميين أقل منها بين المتعلمين، وهي أقل بين حملة الشهادة الإبتدائية، عنها بين حملة المؤهلات الثانوية والجامعية وقد أثبتت أحدى الدراسات إن من أسباب الهجرة شيوع البطالة ، حيث ان معظم المهاجرين كانوا يعانون من ، البطالة (الإختيارية أو الإجبارية أو المقنعة ) أو أنهم توقعـوا حدوث البطالة ، وخاصة فئتي الحاصلين على تعليم متوسط أو جامعي أو الرغبة في الحصول على دخل أعلى ،وذلك بسبب قلة العائد من العمل الحكومي ، أو حيازة ملكية محدودة من  الأرض الزراعية ومقارنة الدخل الناتج من الهجرة إلى البلاد العربية بالدخل الذي يحصل عليه من المهاجرون من ايطاليا بصفة خاصة 

ثالثاً : خصائص الدول المتقدمة 
-      حرية ممارسة المهنة في بلاد المهجر وتوافر ما يحتاجه الباحث من استقرار والبحث العلمي من مواد مختلفة وأجهزة متكاملة .
-      مستوى الدخول المرتفعة في الدول المتقدمة التي تدفع بالكفاءات العلمية العربية بالهجرة إلى الخارج لتحقيق مستوى معيشي لائق ومقبول لها ولأسرتها, وهنا لا بدمن الإشارة إلى أن بعض الدول العربية مثل الدول الخليجية تتوافر فيها دخول مرتفعة إلا أن الكفاءات تهاجر لأسباب أخرى,
-   الحرية الأكاديمية والديمقراطية, وحرية الرأي والإهتمام بالباحث والبحث العلمي .
-   التقدم العلمي والإستقرار السياسي والجو الديمقراطي وحرية الرأي.
-            الرغبة و الآمال  في استخدام المعدات الحديثة والمتطورة ومتابعة آخر التطورات في   مختلف المجالات .
-      التشجيع الذي تمنحه الدول المتقدمة للبحث والإبتكار وتوفر المناخ الملائم للعمل والبحث.
رابعاً : إنتشارالفقر:
   يمثل الفقر عامل طرد أساسي يدفع الإنسان إلى البحث عن منافذ أخرى للكسب، وزيادة الدخل، خارج وطنه، ويزيد إلحاح الخروج لديه النمو المتسارع لإقتصادات الدول الأخرى وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي حققته القارة الإفريقية في رفع مستوى معيشة الأفراد فإن حصة إفريقيا ممن يعيشون تحت خط الفقر (أي من يحصلون على أقل من دولار أمريكي يومياً) ما زالت هي الأكبر, حيث يقدر عدد هؤلاء بحوالي 522 مليوناً في جنوب آسيا في عام 1998م، بالمقارنة بما يقرب من 291 مليوناً في إفريقيا جنوب الصحراء، و 278 مليوناً في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
    إتخذت كثير من دول العالم سياسات وأستراتيجيات مع جهود كبيرة ؛ لخفض نسبة هؤلاء الفقراء إلا إن  النجاح كان نسبياً, حيث تمكنت القارة الأفريقية من خفض نسبة من يعيشون تحت خط الفقر بواقع 1.4% فقط في الفترة من 1990م وحتى 1998م، وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بالنجاح الذي حققته القارة الآسيوية, حيث انخفضت النسبة بواقع 4% في منطقة جنوب آسيا، و 12.3% في منطقة شرق آسيا تسجّل معدلات البطالة في إفريقيا أرقاماً قياسية بالمقارنة مع عدد السكان، خصوصاً في قطاع الشباب، حيث أشار تقرير لمنظمة العمل الدولية صدر عام 2009م؛ أن 13% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 24 يصبحون عاطلين عن العمل بنهاية عام 2010م, وذلك يعني أن 81.2 مليون من الشبان في سن العمل أصبحوا فعلياً بلا وظيفة
تتوفر بجانب هذه الأسباب أسباب أخري يمكن تلخيصها في الأتي :
-      الحصول علي مكانة إجتماعية مرموقة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ؛ بسبب تحسن الوضع الإقتصادي .
-      تأثير أجهزة الإعلام و تطور وسائل الإتصال بجميع أشكالها ، هذا يتيح فرصة وإمكانية معرفة طرق ومستلزمات الهجرة إلي الخارج .
-      صعوبة الحد من ظاهرة الهجرة مع توسع طرقها وأشكالها .
-      إنتشار شبكات التهريب البشري وقوة نفوذها وتأثيراتها .
-      إفرازات العولمة وطبيعة النظام العالمي الجديد 
 تؤدي الهجرة إلي لعب دور كبير ومهم في التوزيع الجغرافي للسكان بين المناطق الإدارية وعلى مستوى المنطقة الواحدة بين المدن الكبيرة والمدن الصغيرة والقرى، والتمدن والنمو الحضري فيبرز لذلك  تأثير على السمات والعمليات السكانية مثل التركيب النوعي والعمري و الاقتصادي ومعدلات الخصوبة والنمو السكاني الطبيعي والكلي، أصبحت هنالك حاجة ماسة إلى دراسة الهجرة من حيث أسبابها وأبعادها وخصائصها واتجاهاتها بهدف فهم هذه الظاهرة وتوفير بيانات دقيقة وتطوير أنموذج علمي وتطبيقي يساعد القائمين على أمر التنمية بصورة عامة والتنمية الاجتماعية بصورة خاصة على اتخاذ القرارات المناسبة والتخطيط السليم للتنمية في الحاضر والمستقبل فأسباب الهجرة تختلف من شخص لآخر ومن فترة زمنية إلي أخري

   إزداد الإهتمام ببحوث الهجرة المتعلقة بالجوانب النظرية وبصفة خاصة بتطوير نماذج تطبيقية لإيضاح أسباب و دور الهجرة وتحليلها في الحد من المشاكل الإجتماعية أو تفاقمها وزعزعة الأوضاع السائدة وإعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية وفي هذا الإطار عضدت الكثير من الدراسات نظرية "الطرد والجذب" حيث أوضحت أهمية العوامل والدوافع الاقتصادية في اتخاذ قرار الهجرة والذي يعتبر إستجابة لعدم التوازن في توزيع الموارد الطبيعية والمالية بين المناطق المختلفة الأمر الذي عادة  ما ينعكس في شكل تفاوت وتباين وأضح وكبير في الأجور ومستويات الدخل إذ تمثل الأسباب الإقتصادية خاصة وجود فرص العمل والدخل المرتفع في اتخاذ قرار الهجرة ولكن ذلك يمكن إن يفهم بصورة أكثر عمقاً وشمولاً من خلال إستخدام منظور المركز والأطراف
    يشير مفهوم الصراع بين المركز والهامش إلى إستئثار المركز بمعظم الموارد مما يؤدي إلى تباين في الدخل وفرص العمل والخدمات ومستوى المعيشة بصورة عامة، فمثلاً في المكسيك وبعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى وجد أن تدهور القطاع الزراعي في الريف وجود فرص العمل والدخل المرتفع في المدن هي أهم أسباب الهجرة الريفية الحضرية  وكذلك في جمهورية مصر العربية كانت أهم أسباب الهجرة من الريف إلي المدن هي الضغط السكاني الناشئ عن النمو السكاني السريع في الريف مقارنة بالرقعة الزراعية المحدودة ووجود فرص عمل أفضل في المدن بسبب جهود التنمية المتمثلة في إنشاء أعمال صناعية ومصالح تجارية ومؤسسات اجتماعية وثقافية وعلمية  وفي الإكوادور تعتبر الهجرة إلى المدن أو الولايات المتحدة الوسيلة الوحيدة للشباب الريفي للحصول على المال المطلوب لامتلاك ارض زراعية في قراهم ومن ثم الحراك الإجتماعي لقمة الهرم الإجتماعي وتأكيداً لأهمية العامل الإقتصادي في اتخاذ قرار الهجرة من منطقة ما أو إليها مهما يكن الأمر في تفسير أسباب الهجرة تظل الحقيقة المتفق عليها هي ؛ تختلف أسباب الهجرة من شخص إلي آخر ومن فقترة زمنية إلي آخري ومن دولة إلي أخري .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق