الخميس، 24 أبريل 2014

الصراع الدولي حول القرن الافريقي







    الصراع بصورة عامة هو أحد أشكال السلوك البشري إرتبط وجودة بوجود الإنسان  منذ الأزل ، يهدف الصراع الدولي إلي تحقيق العديد من الأهداف تتراوح ما بين الأهداف الفردية والأهداف الجماعية ، تطور الصراع بتطور البشرية أما الصراع الدولي ؛ فقد أرتبط ظهورة بظهور مفهوم الدولة القومية  في قارة أوربا ، أثر مفهوم الدولة القومية علي مفهوم وشكل الصراع ؛ فخرج الصراع من كونة سلوك إنساني  إلي كونة علم يُبني علي  إسس ونظريات أستراتيجية  واعية، يرتبط الصراع الدولي بالمصالح و الأهداف القومية " الهدف القومي هو وضع معين  يقترن بوجود رغبة مؤكدة لتحقيقة عن طريق تخصيص قدر من الجهد  والإمكانيات التي تستلزم الإنتقال من  وضع التصور إلي  مرحلة التنفيذ

      الصراع الدولي صراع أستراتيجي يرتبط بقضايا التحولات الاستراتيجية  التي  وضعت لسيطرة علي الشعوب بمختلف أشكال الهيمنة ، إتجاة العلاقات الدولية يأخذ شكلين : الأول إتجاة السلام والتعاون ، الثاني إتجاة الحرب والصراع ، فالقاعدة في الفكر الاستراتيجي  هي ؛ كلما زادت الأهمية الاستراتيجية لمنطقة ما إذداد الصراع الدولي عليها ، علي مر العصور أصبحت التوجهات الأساسية للقوى الكبرى هي " وضع أيديهم علي أهم منطقة أستراتيجية  تشكل  عقدة الاتصال بين قارات العالم القديم ، وتسيطر علي طرق التجارة  الدوليةفمن هنا برز الصراع الدولي حول  القرن الافريقي .

مراحل الصراع الدولي حول القرن الافريقي
  
    كانت للقارة الافريقية علاقات مع بعض المناطق المجاورة لها مثل : أوربا ، آسياء بسسب الجوار الجغرافي ، أخذت هذة العلاقة شكلآ من التواصل كما عرفت نوع من الصراعات  ظلت أفريقيا مجهولة  لكثير من القوى  الاوربية حتي القرن الثالث عشر ثم القرون التي تلتة ، تم الاتصال بين الأوربين مع القارة الافريقية بفعل عاملين :
الأول : تطور الصناعة  وطرق النقل .
الثاني : الكشوف الجغرافيا .
    أهتم الأوربين بعنصر أساسي هو تجارة الرقيق في أفريقيا التي إشتركت فيها كل القوى الأوربية آنذاك فحدث صراع بين القوى  الاوربية للحصول علي الرقيق لاستخدامهم  في العمل ، ظهر هذا الصراع بصورة واضحة في منطقة غرب أفريقيا  بسبب قربها من اوربا تميز هذا الصراع بالساحلية فلم تكن هنالك رغبة للقوى الدولية للتوغل داخل أفريقيا لخمسة إعتبارات أساسية :

أولآ : لإنشغالهم بالمستعمرات الاخري في امريكا وآسياء  .
ثانيآ :  صعوبة المناخ الافريقي .
ثالثآ :  كانت فؤائد المسعتمرات في آسياء وامريكيا اكبر من فوائد القارة الافريقية آنذاك .
رابعآ : إنتشار الأمراض الفتاكة .
خامسآ : ندرة المواني الصالحة للإنطلاق داخل أفريقيا

       بالرغم من كثرة هذة العقبات التي حالت دون تغلغل  القوى الدولية داخل القارة إلا أن هذة العوامل قد  زالت بفعل  تطور الصناعة في أوربا التي ساعدت بدورها في إستعمار العالم ككل ، الصراع الدولي في مرحلتة القديمة كان يركز علي جانب إقتصادي  أساسه هو الحصول علي الرقيق بالإضافة إلي بعض السلع التي تتوفر قرب الشواطي الافريقية جاءت بعد  نهاية فترة  تجارة الرقيق إتجاهات رئيسة في أوربا تدعو إلي منع تجارة الرقيق أطلق العلماء عليها فترة النزعة الإنسانية ، شهدت هذة الفترة أستقرار في اوربا  مما قلل من حدة الصراع الدولي ، أرجع العلماء هذا الاستقرار إلي ثلاثة اسباب رئيسية :

-       سيادة النزعة الإنسانية في أوربا مع تعاظم الشعور بالقسوة بالآخرين .
-       رغبة الحكومات في تحسين  معاملة الأسرى والأرقاء و السجناء .
-       ظهور حرب مقدسة تطالب بتحريم تجارة الرقيق ، كانت تقود هذة الحرب بريطانيا أقوى الدول الأوربية آنذاك.
-       تأثرت هذة الفترة كذلك بكتابات وأراء الفلاسفة القدماء حول العدالة في المجتمع و الحقوق المتساوية للبشرية.

مرحلة الإستعمار 

        يختلف مفهوم الإستعمار في دلالتة اللغوية الحقيقية عن  مفهومه السياسي الفعلي ؛فتأتي الأولي بمعني التعميير والإعمار ، ثم الثانية بمعني التخريب والإستنزاف ، يشير مفهوم الإستعمار في المنظور الأوربي  الهدم لا البناء والإصلاح لذا تتضح حقيقتة في إنة أحد اشكال التسلط ( السياسي ، الإقتصادي ، العسكري ، الثقافي ، الحضاري) ، تمارسه دولة علي دولة أخري  بهدف إستغلال الدولة  الخاضعة له ، مع تسخير كافة إمكانياتها الطبيعية و مواردها البشرية ، لرفع مستوي الرفاهية ، للدولة صاحبة النفوذ الاستعماري
    
   تعرضت القارة الافريقية يصورة عامة ، ثم منطقة القرن الافريقي علي وجة الخصوص لظاهرة الإستعمار الاوربي ؛ نتاج لعديد من الأسباب ، سواءً كانت داخلية تتعلق بالدول الإستعمارية ،أو خارجية إستمدت من الأهمية الاستراتيجية للقرن الافريقي ،يري عدد من العلماء أن هتالك كثير من الأسباب التي دفعت إلي إستعمار القارة الافريقية منها : الدوافع التاريخية ، دوافع دينية ، قومية ،  أستراتيجية  ، عسكرية ، نفسية  ، بالإضافة إلي تطور الصناعة  وزيادة الكثافة السكانية في أوربا

خريطة الإستعمار والصراع الدولي

       تظهر خارطة إستعمار منطقة القرن الافريقي تنافس ثلاثة قوى رئيسية هي : إيطاليا ، بريطانيا ، فرنسا ، كانت محاور الصراع كذلك تدور حول ثلاثة  دول رئيسية في منطقة القرن الافريقي ( الحبشة ، الصومال ، جيبوتي ) ،ثم إمتدت حركة الإستعمار لتشمل بقية المناطق الأخري في القارة الافريقية ، حاول بعض المؤرخين تفسير سرعة إستعمار منطقة القرن الافريقي ، وإنحصار التنافس بين القوى الثلاثة السابقة ؛ فزهبوا إلي قولين : الأول يري إن ذلك يرجع إلي الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الافريقي، أما القول الثاني فيري إن ذلك يرجع إلي الأتي:

       أولآ : تقلد بريطانيا للزعامة البحرية في تلك الفترة .
      ثانيآ : عدم إهتمام الدول الاروبية بمنطقة القرن الافريقي .

        كانت منطقة القرن الافريقي تُعرف باسم شرق أفريقيا أدرك الأوربيون أهمية هذة المنطقة في الساحل الشرقي والأقاليم الواقعة خلفة  كجزء من إهتماماتهم الإستعمارية ؛فالمنطقة بالإضافة إلي كونها زات أهمية أستراتيجية فهي تتميز بالترابط بين مكوناتها ؛ حيث إرتبط تاريخ الحبشة بالصومال وأرتريا إرتباطآ وثيقآ ،فعندما إحتل الإيطاليون أرتريا ؛ تطلعوا إلي إحتلال  الحبشة منز عهد منليك الثاني فأعتبرتها إيطاليا إمتداد للتوسع في المنطقة ، فكانت منطقة شرق افريقيا ميدانآ للتنافس بين بريطانيا وإيطاليا وفرنسا

مؤتمر برلين وأثرة علي منطقة القرن الافريقي
     
      إشتدا الصراع بين القوى الأوربية في القارة الافريقية وقارة آسياء ، ترتب علي هذا الصراع حدوث عدد من الحروب بين القوى الاوربية نفسها ، فمن هنا جاءت فكرة عقد مؤتمر دولي ينظم حركة الإستعمار ، كما كانت هنالك جمعية تُعرف باسم ( الجمعية الدولية الافريقية ) ، تنظم العلاقة بين الدول الأوربية والأفريقية  ، عقد مؤتمر برلين في الفترة من 1884ـ1885م ،إنتهي  بوثيقة تحتوى علي عدد من التوصيات  فمن أهم  النتائج تأثيرآ علي القرن الافريقي الأتي :

-       أقر حق أي دولة أوربية في أن تسيطر علي ما تشاء من القارة الافريقية
-       لا تعتبر الأراضي ملك للدولة إلا إذا أحتلت بالفعل .
-       حرية الملاحة في نهر الدانوب .

     إتجهت بريطانيا إلي مد نفوذها في منطقة شرق أفريقا  بعد إن كانت تسيطر علي أجزاء كبيرة من آسياء والخليج العربي ، حيث بسطت نفوذها علي أجزاء من الصومال  ثم بربرة وبلهار وزيلغ بذا كونت ما عرف باسم الصومال البريطاني ،تمكنت بعدها من السيطرة علي  الساحل الافريقي المواجه لميناء عدن ، حتي لا يحدث صراع بينها وبين القوى الاخري قامت بريطانيا بالتفاهم مع فرنسا لتحديد نفوذ كل منهما في منطقة الصومال ، ترتب علي هذا قيام الحركات التحررية في الصومال كانت بريطانيا في حاجة مآسه للحصول علي المواد الخام بالاخص ( القطن طويل التيلة ) الذي كان بزرع بكمية كبيرة في كل من مصر والسودان ، مثل مصنع لانكشير  عصب الإقتصاد البريطاني في تلك الفترة مما فرض علي بريطانيا الحصول علي هذة السلعة من مناطق أكثر حتي لو كان عن طريق القوة.
      كانت فرنسا كذلك من أهم الدول التي إستعمرت قارة أفريقيا والقرن الافريقي علي وجه التحديد ، لفرنسا سبع مستعمرات في غرب افريقيا أما منطقة القرن الافريقي ؛ فقد سيطرت فرنسا علي جزيرة مدغشقر بداية سنة 1868 أولآ ثم جيبوتي بعدها ، كانت المناطق التي تسيطر عليها فرنسا يُطلق عليها اسم الصومال الفرنسي ، إلا ان الوجود الفرنسي الحالي في القرن الافريقي ينحصر بصورة اكبر في دولة جيبوتي الحالية.

         تأخر نزول ايطاليا كقوى إستعمارية في منطقة القرن الافريقي إلي فترة توحد أيطاليا خصوصآ بعد مؤتمر برلين 1884 م الذي برزت فية روح إيطاليا التوسعية ،كانت ايطاليا تطمح في إن يكون لها نصيب في أملاك الدولة العثمانية  تحديدآ منطقة تونس ، غير أن فرنسا قد سبقتها إلي ذلك ، علي هذا الأساس جاءت فكرة إحتلال الساحل الافريقي فميناء عصب ومصوع كانا أول المستعمرات الإيطاليا في شرق افريقيا حتي إستطاعوا بنا قاعدة لهم في أسمراء ،استمر الزحف الإيطالي عام 1884 لإحتلال بقية القرن الافريقي والساحل الجنوبي لخليج عدن علي حدود الصومال إضافة إلي المناطق الأخري ففي عام 1894م شهد توقيع إتفاقية بين الطرفين البريطاني والإيطالي أرادت إيطاليا التوسع نحو الحبشة ؛ فحدثت معركة ( عدوة ) التي هُزم فيها الجيش الإيطالي .

الصراع الدولي الحديث في القرن الافريقي                        

         شهدت فترة الستينات موجه من حركات التحرر في القارة الافريقية علي أثرها نالت معظم الدول الافريقية إستقلالها ، ظهرت مرحلة جديدة سماها  البعض بمرحلة ( ما بعد الإستعمار) ، بينما أطلق عليها أخرون ( مرحلة الإستعمار الحديث ) ، يلاحظ في هذة الفترة تراجع القوى الإستعمارية القديمة خصوصآ إيطاليا ، وبريطانيا ، أما فرنسا فإنها لازالت تحتفظ بوجودها في القرن الافريقي في دولة جيبوتي ، من جانب آخر كان هنالك بروز لقوى جديدة في منطقة القرن الافريقي ، إتخذت دول المنطقة علي اساسها سياسة تراوحت ما بين التبعية والإستقلال ،مع تعاظم دور الولايات المتحدة كقوى وآعدة والإتحاد السوفيتي كطرف منافس في الصراع حيث إستقبل الرئيس الأمريكي ( جون كندي) عام 1961 م أحد عشر رئيسآ أفريقيآ  ثم عشرة رؤساء آخرين عام 1962 م هدفت الولايات من هذا إلي الأتي :

   أولآ : الإستفادة من خيرات القرن الافريقي.
   ثانيآ : الحيلولة دون إقترابها من الإتحاد السوفيتي.
 
        دخلت مرحلة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ،فتأثرت منطقة القرن الافريقي بهذة الصراعات ؛يتضح  ذلك من خلال ميل كل من أرتريا ، السودان ،كينيا ، الصومال ، اثيوبيا إلي المعسكر الشرقي تارةً ، ثم إلي المعسكر الغربي مرةً أخري ، بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة ؛ جاءت مرحلة الآحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها الغربين لتسيطر علي العالم ككل، مما فرض علي القوى الأوربية التعاون مع الولايات المتحدة في مسار علاقتها في القرن الافريقي.

الإتجاهات الحديثة للصراع الدولي في القرن الافريقي
                               
أولآ : إتجاه التعاون كما بين ( الولايات المتحدة أثيوبيا ، السودان  الصين  ) .
ثانيآ : إتجاه المساومة كما بين ( الولايات المتحدة مع السودان  ).
ثالثآ : إ تجاه الصراع الإقتصادي ( الولايات المتحدة  و الصين  و روسيا  اليابان ) .
رابعآ : إتجاة الإستقطاب السياسي كما في( كينيا ، أثيوبيا  ، أرتريا من قبل إسرائيل )

المحور الثاني : الصراعات الإقليمية البينيه :

 تتمثل في :
1.    الصراع الصومالي الكيني
2.    الصراع الصومالي الاثيوبي
3.    الصراع الاثيوبي الارتري
4.    الصراع الارتري الجيبوتي













هناك تعليق واحد:

  1. لوتفضلت علينا بصورة أكبر عن بريطانيا و مؤتمر برلين

    ردحذف